رواية “الشراع والعاصفة” للروائي حنا مينا التي كتبها قبل أكثر من ثلاثة عقود، حوّلها المخرج السوري غسان شميط سنة 2012، إلى عمل سينمائي يعدّ إضافة حقيقية للفن السابع في سوريا التي تشتهر بالدراما التلفزيونية أكثر من السينما، واستطاع الفيلم جمع العديد من الوجوه الفنية المعروفة لدى الجمهور الجزائري ويتقدّمهم بطل الفيلم الممثل جهاد سعد. الفيلم الذي عرض لأوّل مرة جماهيريا في وهران، يعدّ تجربة نموذجية في الاقتباس من الأدب العالمي، ففي 100 دقيقة تجري وقائعه خلال الحرب العالمية الثانية بمدينة اللاذقية الساحلية، حيث خاض الشعب السوري معارك قاسية انتهت بنيل الاستقلال وبرز في هذه الفترة أبطال شعبيون من بينهم الطروسي (جهاد سعد) الذي يعود لمواجهة الرياح والعواصف لإرجاع مجموعة من الصيادين تاهوا في عرض البحر. وشخصية الطروسي شخصية أسطورية مفعمة بالشهامة والرجولة والعناد، يختار العيش مع عاهرة يأتي بها من بيت دعارة، غير آبه بمن حوله، ورغم أنّه ترك البحر وقد كان “ريسا” كونه يريد أن يدخل البحر بمركبه الخاص، ففتح مقهى بالقرب من الميناء يعيش منه، وفي الميناء هناك أشخاص يكنّون له العداء، واغتنموا فرصة ضياع مجموعة من الصيادين في عرض البحر للنيل منه، فبعد أن تطوّع للخروج إلى البحر رفقة صيادين منهم “سليم” الذي كان غريمه وقد دخول السجن بسبب اعتدائه على الطروسي إلاّ أنّ الأخير قام بإسقاط حقّه فأفرج عنه، ورأى أن يشكره بهذا الموقف. وبعد نهاية العرض، دعا شميط الحكّام العرب لأن يكونوا مثل أبطال الفيلم يتحدّون ويتوحّدون لمواجهة العاصفة والصمود إلى أن تمر، مثلما أثاره الفيلم، مشيرا إلى أنّ الوطن العربي يعيش حقا في عاصفة، وأضاف المتحدث أنّ هناك أعمالا معاصرة في السينما السورية، وأنّ السينما يجب أن تكون في مواضيع مختلفة ومتنوّعة وغنية ومن الضروري أن يخرج الأدب الكلاسيكي إلى النور وليس بالضرورة أن تكون كلّ الأعمال معاصرة فهذا العمل له مكانة في الأدب السوري والأدب العربي عموما، واستطرد بقوله “أرى أنّ الرواية يجب أن ترى النور مع وجود الإمكانيات لتجسيد ذلك بالخدع السينمائية والحمد لله قد فعلنا ذلك”، وحسبما كشف عنه المخرج عقب نهاية الفيلم، فإنّ العمل تمّ تصويره في أوكرانيا لدواع مالية فتكاليفه اقل بكثير من بعض الجهات. ووزّعت الأدوار في هذا العمل على الممثلين جهاد سعد، زهير عبد الكريم، زهير رمضان، رندة مرعشلي، هدى شعراوي، وضاح حلوم، جرجس جبارة، حسام عيد، أندري سكاف وماهر صليبي فيما ألف السيناريو كل من وفيق يوسف وغسان شميط. ولغسان شميط أفلام طويلة أخرى منها “الهوية” الذي فاز بالجائزة الكبرى في المهرجان الدولي للسينما المتوسطية بتيطوان (المغرب) في أبريل 2008، كما رشّح في الطبعة الثانية من مهرجان وهران للفيلم العربي. ويعد “الشراع والعاصفة” الذي عرض بقاعة السينما “المغرب” من بين عشرة أفلام طويلة دخلت المنافسة في إطار الطبعة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 22 ديسمبر الجاري. مبعوثة “المساء” إلى وهران: دليلة مالك