استهل مهرجان وهران للفيلم العربي، أول أيامه، بالعرض الأول للفيلم السوري ''الشراع والعاصفة''، سيناريو غسان شميط ووفيق يوسف، مقتبس عن قصة للكاتب السوري الكبير حنا مينا، ويعتبر فيلما استشرافيا لما تعرفه سوريا اليوم من أحداث، رغم أنه صوّر قبل انطلاقها. تدور أحداث الفيلم بميناء اللاذقية بسوريا على وقع أحداث الحرب العالمية الثانية وانتظار السكان قدوم ''الحاج علي'' (هتلر)، لتخليصهم من الاستعمار القديم فرنسا والإنجليز وأذنابهم الممثلين في رؤساء المخفر والميناء. لكن الجدير بالذكر، أن المخرج نجح في تصوير مشهد العاصفة الذي تم بأوكرانيا. وتضمن الفيلم مشاهد رائعة للبحر والأسواق الشعبية، وبرزت عبقرية حنا مينا من خلال الحوارات الجيدة. وفضّل غسان شميط ترك نهاية فيلم ''الشراع والعاصفة'' (100 دقيقة) مفتوحة، لكن جملة ''هكذا الرياس ولا بلاها''، للإشادة بشجاعة البطل جهاد سعد في دور ''الأطروسي''، في مواجهة العاصفة والتغلب عليها، تحمل في ثناياها أكثر من دلالة، على الواقع الحالي في سوريا والصراعات الجارية بين نظام الأسد والجيش الحر، رغم تأكيد المخرج بأن أحداث قصة الكاتب الكبير حنا منيا لا علاقة لها بما يحدث حاليا في سوريا. حجة من الصعب تجرعها، عندما نعلم أن وزارة الثقافة موّلت إنجاز الفيلم الذي كلف 800 ألف دولار. يبقى المهم أن مخرج ''الطحين الأسود'' وأفلام أخرى، رسا ''بشراعه'' على شاطئ وهران، للمشاركة في مهرجان الفيلم العربي واستعادة أنفاسه بعد ''عاصفة'' المقاطعة غير المعلنة للسينما السورية من طرف المهرجانات العربية، وهو ما فنّده المخرج قائلا: ''وهران أول عرض للفيلم أمام الجمهور، ولم نحاول المشاركة في أي مهرجان آخر''. ج. ب أكد المخرج غسان شميط أن فيلم ''الشراع والعاصفة'' يعرض لأول مرة في الجزائر، بعد عرض أول أمام النقاد في سوريا، مشيرا إلى أن قصة الفيلم لا علاقة لها بما يحدث الآن في سوريا، لأنه شرع في التصوير قبل اندلاع الأحداث.