توصيات تتحدث عن “المعايير العالمية” بعد كارثة الدورة السادسة وهران/ حسناء شعير توج الفيلم المصري “الخروج للنهار” للمخرجة هالة لطفي، بجائزة “الوهر الذهبي” لأحسن فيلم طويل، وذلك في حفل اختتام الدورة السادسة للتظاهرة سهرة أول أمس، متفوقا بذلك على 13 فيلما دخل المسابقة الرسمية. ويروي هذا العمل وضعية المرأة المصرة حاليا بشكل وقاعي من خلال امرأتين تقومان برعاية زوجيهما المريضين، ورغم التزامها فإن ذلك لم يرحمهما من طمع الآخرين. ونال المخرج الجزائري أمين سيدي بومدين جائزة “الوهر الذهبي” في صنف الأفلام القصيرة عن عمله “الجزيرة” من بين 14 فيلما داخل المنافسة. ويصور العمل قصة رجل يعيش في ظل ظروف صعبة في جزيرة بعيدة عن العالم لم يحدد موقعها. وعند عودته إلى الجزائر يجد أن هناك تغييرات كثيرة حصلت، حيث أصبحت الهجرة حلم الجميع. وعادت جائزة أحسن ممثلة في الأفلام الروائية الطويلة للفنانة المصرية سوسن بدر عن دورها في الفيلم المثير للجدل”الشوق” للمخرج خالد الحجر، فيما افتكها كأحسن ممثل في نفس المجموعة الفنان المغربي هشام رستم عن دوره في فيلم “الوتر الخامس”. وكانت جائزة أحسن “سيناريو” من نصيب الفيلم التونسي “الأستاذ” للمخرج محمود بن محمود، في حين نالت المخرجة الجزائرية جميلة صحراوي جائزة أحسن إخراج عن فيلمها “يما” الذي يصور جوانب من سنوات “العشرية السوداء” التي مرت بها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. وبالنسبة للسينما الفلسطينية التي تم الاحتفال بها في هذه الدورة من خلال عرض العديد من الأفلام القصيرة التي قدمتها “جمعية شاشات فلسطينية”، فنالت جائزة لجنة التحكيم الخاصة حصل عليها فيلم “لما شفتك” للمخرجة آن ماري جاسر، بينما خرجت المشاركة السورية ب”خفي حنين” ولم تنل شيئا. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم المغربي “اليد اليسرى” للمخرج فضل شويكة، فيما نوهت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج والمنتج مؤنس خمار، بثلاثة أفلام هي “الليلة الأخيرة” للمغربية مريم توزاني و”النافدة” للجزائري أنيس جعاد وبالفيلم المصري “برد يناير” للمخرج روماني سعد. وإلى جانب تتويج الأفلام، خرجت لجان تحكيم المهرجان بتوصيات جاء فيها الحث على ضرورة جعل مهرجان وهران فضاء للتحفيز على الإنتاج المشترك واختيار الأفلام الفائزة وفقا لمعايير ومقاييس عالمية، بالإضافة إلى فرض الدبلجة بالعربية ورفع قيمة الجوائز وضرورة التقيد بالفرجة والاحتفالية بعيدا عن إقحام الخطاب السياسي في المهرجان، مع ضرورة فتح قاعات السينما في وهران طيلة عام كامل. من ناحية أخرى، استحدث مهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته السادسة عشرة، جائزة الجمهور عن أحسن فيلم وثائقي التي عادت إلى الفيلم التونسي “ما قبل التاريخ” لحمدي بن حمد. وكانت حفل اختتام الدورة على عكس افتتاحها، إذ حفظت الفرقة “السيمفونية” الوطنية بقيادة عبد القادر بوعزارة و”المايسترو باكبودريان”، ماء وجه القائمين على المهرجان، فكان لجمهور قاعة المؤتمرات “أحمد بن أحمد” أن تجاوب واستمتع بالعرض الذي قدمته الفرقة من خلال مجموعة من الألحان التي ترتبط بأقوى الأفلام السينمائية العربية والمسلسلات الدرامية الشهيرة مثل “الحريق” لمصطفى بديع و”رأفت الهجان” و”عطلة المفتش الطاهر”، إلى جانب ألحان لأغان وأناشيد وطنية تجاوب معها الحاضرون. من ناحية أخرى، تم خلال حفل الاختتام، تكريم عدد من الفنانين العرب والجزائريين من بينهم المصرية نادية لطي التي تسلم تكريمها الفنان أحمد راتب والمخرج التلفزيوني مصطفى بن حراث.