قال العقيد حسين سنوسي، أمس، إن التاريخ لم ينصف عبد الحفيظ بوصوف مؤسس المخابرات الجزائرية ولم يعطه المكانة التي يستحقها، مؤكدا أنه لعب دورا مهما إبان الثورة التحريرية، كما لعب دورا كبيرا في تكوين الشباب الجزائري ليتم تجنيدهم في صفوف جبهة التحرير الوطني ويصبحوا إطارات فيما بعد في ميادين مختلفة. وتحدث العقيد خلال استضافته بمنتدى يومية المجاهد الذي نشطه رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد، عن أهم محطات حياة من قام بتأسيس جهاز المخابرات الجزائرية من 1926 تاريخ ولادته بولاية ميلة، وإلى غاية 1980 تاريخ وفاته، والذي كان له دور جد هام إبان الثورة، حيث تطرق إلى مميزاته كشخص وكمسؤول ومستواه التعليمي وتعامله مع الأشخاص. وقال المتحدث إن منزل بوصوف كان ملجأ للثوار الذين فجروا ثورة التحرير في الفاتح من نوفمبر، وكان نائبا للعربي بن مهيدي في المنطقة الخامسة وهران، وبعد تأسيس الحكومة المؤقتة عين وزيرا للاتصالات العامة والتسليح، وأسس جهاز المخابرات الجزائرية عام 1957 الذي لعب دورا كبيرا في تكوين إطارات في هذا المجال حتى لقّب بأبي المخابرات الجزائرية. لقد تمتع سي مبروك، كما كان يلقب، بحنكة ودهاء كبيرين ساعداه على تحقيق الكثير، كما كان مؤمنا بدور المرأة في حرب التحرير الأمر الذي جعله يعمل على تجنيد عدد من النساء في صفوف المخابرات، استشهد بعضهن والبعض الآخر لايزال على قيد الحياة إلى يومنا هذا، هؤلاء جندن للمراقبة والتجسس على الجيش الفرنسي وتمكنّ من تحقيق نتائج مذهلة. كما نجح بوصوف في تجنيد بعض الوزراء في الحكومة الفرنسية لصالح ثورة الجزائر من بينهم ميشال دوبري الذي كان رئيس الوزراء في حكومة شارل ديغول ووزير الاقتصاد فوركاد، وزير الفلاحة إيدغار بيزاني وشخصيات أخرى. وكانت ندوة فرصة لبعض المجاهدين الذين اعتبروا أنفسهم مهمشين للتعبير عن مكنوناتهم والتأسف على الوضع الذي آلوا إليه هم وبعض زملائهم لدرجة أن بعضهم صار يبيع الكتب على الأرصفة ليقتات. هذا وقدم آخرون شهادات عن بوصوف الذي وصفوه بالرجل العظيم.