مبعوثة “البلاد" إلى جنوب إفريقيا: ياسمين مرزوق يقيم بجنوب إفريقيا أزيد من 2500 جزائري منهم 1800 فقط تحصلوا على الوثائق ويعيشون بطريقة قانونية، في حين أن البقية لم يقوموا بعد بتسوية وضعية إقامتهم وتنقلهم حسبما أكّده ملحق دبلوماسي بسفارة جنوب إفريقيا، حيث يتم تصنيفهم مثلهم مثل بقية الشعوب المقيمة هناك حسب لون البشرة من أبيض أو أسود أو مختلط. وفي هذا الإطار أكّد مواطنون جزائريون التقتهم"البلاد" ببريتوريا أنهم لا يواجهون أية عنصرية في جنوب إفريقيا كما أنهم يحظون بمعاملة حسنة مقارنة مع تلك التي يواجهون بها في أوروبا ولا يجدون أية ضغوط في مزاولة الدين والمعتقد إلا أنهم غالبا ما يتأثرون بالحرب الصامتة التي لا تزال مستمرة بين البيض والسود بعد 19 سنة على القضاء على نظام “الأبرتايد" معبرين عن أملهم في أن تختفي العنصرية بشكل تام من بلاد مانديلا، ضاربين في ذلك المثل بالجزائر التي قالوا إن البيض والسود يعيشون فيها بسلام دون أي تمييز في الشمال والجنوب. وفي هذا الإطار، قام سمير قريد وهو مهندس ومواطن جزائري مقيم بجنوب إفريقيا بتأسيس ناد رياضي يضم فقط الأطفال السود للعب في دورة رياضية للبيض في مبادرة أولى من نوعها لمواجهة العنصرية ببلاد مانديلا، حيث يهدف هذا الأخير حسب ما صرح به إلى القضاء على التمييز وتمكين البيض من التعامل مع السود في محاولة دعا إلى تطويرها مستقبلا للقضاء على التمييز بشكل تام في بلاد العم مانديلا لاسيما في ظل وجود عدد كبير من الجزائريين الذين يقيمون ويشتغلون بجنوب إفريقيا. صرح سمير قريد في لقاء مع “البلاد"، وهو موظف جزائري بمدينة ميدرند في جنوب إفريقيا، بأن العنصرية لا تزال مستمرة ببلاد مانديلا رغم كل الجهود المبذولة من قبل الحكومة للقضاء عليها وكافة الامتيازات التي تحصل عليها السود عقب 19 سنة من إنهاء نظام الأبرتايد في مقدمتها تواجدهم على رأس نظام الحكم وإلزامية توظفيهم في أي مسابقة للتشغيل أو أي عملية توظيف يتم إطلاقها. من جهته أكّد مراد من أم البواقي ومقيم ببريتوريا أن العنصرية وبالرغم من تضاؤلها مقارنة مع ما كان سائدا من قبل، إلا أنها لا تزال مستمرة بموطن “البافانا بافانا" حيث يمكن التمييز بمجرد زيارة بلاد مانديلا بتقسيمها جغرافيا إلى مناطق للبيض وأخرى للسود ومناطق أخرى للمسلمين وهم أقلية، في حين أن البيض يتكلمون لهجة والسود يتحدثون بأخرى إذ توجد بجنوب إفريقيا أكثر من 11 لهجة. وأضاف مراد ل«البلاد" أن مناصب العمل في جنوب إفريقيا أيضا تختلف باختلاف لون البشرة، حيث إن البيض نجدهم دائما يزاولون مهنا غير شاقة ولهم دخل مرتفع ومستوى معيشي مقبول، في حين أن السود يواجهون الفقر والبطالة والجهل بالرغم من وجود قوانين صارمة تؤكد منع أي تمييز عنصري بين الجنسين.