خبير أمني ل"البلاد" الجزائر تضغط على مالي لوقف إطلاق النار أمينة عبروش توجت الاتصالات التي باشرتها الجزائر مؤخرا للوساطة بين حركات الأزواد المتمردة وحكومة باماكو بموافقة هذه الأخيرة على إعادة فتح الحوار بخصوص الوضع الراهن في الساحل والجلوس على طاولة المفاوضات للتشاور حول مطالب الشعب الأزوادي. وقد حل أول أمس بالجزائر وفد يضم ممثلي قبائل الأزواد لشمال مالي والحركة العربية الأزوادية والحركة الوطنية لتحرير أزواد وممثل عن الحكومة الانتقالية لباماكو (مالي)، حسب ما كشف عنه الخبير في مسائل الإرهاب والسياسات الجيوستراتيجية الدولية علي الزاوي في اتصال ب«البلاد". وستشرف الجزائر في هذا الإطار على عقد ملتقى يومي 21 و22 فيفري الحالي يهدف إلى قف إطلاق النار، يضم ممثلي الحكومة المالية وممثلين عن الحركات الممثلة لشعب الأزواد يترأسهم القيادي بالحركة العربية الأزوادية محمد لمين وليد أحمد لمين، بحضور ممثلي الأممالمتحدة ومنظمة “هيومن رايتس ووتش" والاتحادين الإفريقي والأوروبي والمنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وممثل عن المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، وممثلين عن الجزائر والنيجر وموريتانيا وبوركينافاسو ومجموعة من شيوخ الزوايا من دول إفريقية مختلفة. وأوضح الخبير الأمني على الزاوي، الذي ينسق أشغال الملتقى المرتقب، أن الوفد قام بزيارة أمس إلى برج باجي مختار للاطلاع على وضع اللاجئين هناك، قبل أن ينتقل اليوم إلى الجزائر العاصمة للمشاركة في الملتقى المنتظر انعقاده نهاية الأسبوع. وتراهن الجزائر على هذا الملتقى لاستعادة زمام المبادرة ولعب دورها الريادي في الساحل الإفريقي بعد فشلها في تجنب الخيار العسكري لحل الأزمة في مالي أمام “الإصرار" الفرنسي المالي على عدم جدوى التفاوض مع الجماعات الدينية في الشمال، حيث أجهض هذا التدخل اتفاق الشراكة بين الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وجماعة أنصار الدين، الذي تم التوقيع عليه في 21 ديسمبر بالجزائر. كما تسعى الجزائر من خلال هذا اللقاء لتأكيد الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر كطرف يملك بيده حلا للأزمة، خاصة أنها كانت محل انتقاد من طرف عدة جهات عقب الفشل الذي أحاط بالملتقى الذي عقدته مؤخرا بأدرار والذي خرج بنتائج سلبية. من جانب آخر ذكر المتحد ل«البلاد"، نقلا عن قائد الوفد الأزوادي محمد لمين ولد أحمد لمين، أن أزيد من 500 فرد من عرب الأزواد تعرض للإبادة الجماعية، يعتزم ممثلو الحركات الأزوادية طرح ملفهم أمام ممثل هيئة الأممالمتحدة خلال هذا اللقاء. واستقبلت الجزائر موجات جديدة من النازحين التوارق قدروا بالمئات عقب الاقتتال الذي وقع بين حركة التحرير الأزوادية والجيش المالي.