استياء في أوساط النواب من سقطة رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد الله ندور حملت كلمة رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، ما يشبه الاعتراف بالكيان الصهيوني، حيث جاء في الكلمة التي وزعت على الصحفيين أمس، استشهاد ب«إسرائيل" من حيث تمثيل المرأة في "برلمانها"، ما أثار استياء العديد من النواب. وجاءت كلمة العربي ولد خليفة بمناسبة اليوم البرلماني حول تفعيل دور المرأة في المجال السياسي، إلا أن ما حملته الكلمة المكتوبة والموزعة على الحضور أثار استغراب الجميع واستنكار من طرف العديد من نواب البرلمان فيما رفض البعض التعليق عليها، حيث استنكر تكتل الجزائر الخضراء هذا الأمر، وأكد رئيس الكتلة البرلمانية ل«البلاد" نعمان لعور، أن الجزائر لا تعترف بهذه "الدولة" وتطلق عليها تسمية الكيان الصهيوني "الظالم والآخذ لحق غيره ظلما وعدوانا"، متسائلا كيف لهيئة رسمية ومنتخبة أن تقيس وتستشهد بدولة الكيان الصهيوني فيما يتعلق بالديمقراطية وتمثيل المرأة في برلمانها. وما أثار أكثر استياء رئيس كتلة الجزائر الخضراء هو عدم تقديم أي أرقام أو إحصائيات عن السلطة الفلسطينية، متسائلا عن خلفية ذلك، واعتبر نعمان لعور الأمر "بمثابة تطبيع رسمي"، مضيفا "هذا عبارة عن ازدواجية الخطاب المناقض للمارسة". كما أكد أن مسألة الاعتراف بالكيان الصهيوني "خط أحمر لن نقبل به". وفي السياق ذاته، اعتبر أنه من "المغالطة" مقارنة البرلمان الجزائري بهذا الكيان فيما يتعلق بالممارسة الديمقراطية. من جهته، أبدى نائب جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، استنكاره وتذمره من هذه السقطة، معتبرا أن ما حدث يعد "سابقة خطيرة" وبمثابة "تطبيع" مع هذه الدولة المغتصبة لجزء من أرض الإسلام. وتساءل عن سبب عدم الاستشهاد بالبرلمان الفلسطيني، خاصة وأنها أصبحت دولة مراقب في الأممالمتحدة. وفي السياق ذاته استغرب النائب الحالي عن "جبهة التغيير"، عدم التطرق إلى دولة فلسطين في آخر الكلمة، مؤكدا عدم السكوت عن هذه القضية. أما المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني قاسة عيسي، فقد أوضح قائلا "ليس لي شك أن ولد خليفة يعرف الفرق جيدا بين الكيان الصهيوني والاستشهاد بهذه الدولة باعتبارها في الاتحاد الدولي للبرلمانات". وأضاف "هذا ليس اعترافا.. بل استشهاد، خاصة وأنه يقال أن هذه الدولة نموذج في الممارسة الديمقراطية". للإشارة، فإن الجزائر لا تعترف بإسرائيل ولا تطبع معها ، سواء سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو في أي مجال آخر، حيث لم تتجاوب الجزائر مع مشروع الإتحاد من أجل المتوسط والذي طرحه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بسبب رغبة أوروبا في إدماج هذه الدولة ضمن هذا الفضاء. كما تشتهر الجزائر بمقولة رئيسها الراحل هواري بومدين "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". كما تدافع بقوة عن القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، ورفضت الجزائر مؤخرا مرور وزير الخارجية مراد مدلسي أو مندوبين عن الخارجية، على المعابر الإسرائيلية التي تربط الأردن بالضفة الغربية في فلسطين للمشاركة في اجتماع لجنة فلسطين التابعة لمنظمة عدم الانحياز الذي كان مقررا عقده في رام الله في فلسطين، وأعلنت سلفا عدم المشاركة في الاجتماع، بسبب مراقبة إسرائيل للمعابر. كما تقاطع الجزائر ومنذ عشرات السنين العديد من النشاطات والملتقيات الدولية التي تشارك فيها إسرائيل، باستثناء التي تعقد تحت وصاية الأممالمتحدة أو هيئات دولية محدودة. وتعتمد الجزائر مواقف مبدئية منذ الاستقلال إزاء إسرائيل، حيث لا تعترف بسيطرة إسرائيل على أي من الأراضي الفلسطينية، وهي من بين الدول العربية القليلة التي لا تقيم أي نوع من العلاقات الدبلوماسية أو السياسية مع إسرائيل. كما تحظر أي شكل من أشكال التطبيع وتمنع على الشخصيات الرسمية وغير الرسمية والرعايا الجزائريين زيارة إسرائيل.