تحدت الجزائريتان فاطمة الزهراء منور، وآسيا بلعيال، اللتان دخلتا الضفة الأسبوع الفارط، كل الرافضين زيارة رام الله، بداعي شبهة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وطلبتا من العلماء أن يقنعوهم بنص شرعي يثبت صدق كلامهم، خاصة وأنهما كانتا في ضيافة السلطة الفلسطينية ممثلة في عباس ابو مازن وليس الكيان الصهيوني على حد قولهما. قالت فاطمة الزهراء منور إحدى الجزائريات المشاركات فيما عرف ب"التبادل الشبابي العربي الفلسطيني الأردني الثالث في فلسطين والأردن"، في اتصال هاتفي مع الشروق، من عمان الأردنية، موجهة كلامها للعلماء الذين حرموا زيارة القدس أو الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وكذا كل السياسيين الذين يروا في ذلك تطبيعا مع الكيان الصهيوني، "أعطوني دليلا شرعيا واحدا، يمنع دخولنا، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى""، متسائلة "أين الحرام في زيارة إخوتنا الفلسطينيين، نحن زرنا فلسطين زيارة أسير وليس زيارة سجان"، مضيفة أنها تتحمل مسؤولية زيارتها أمام علماء الدين أو حتى السلطات الرسمية في الجزائر، موضحة أنها لم تقم بأي شيء تخاف منه، خاصة وأن تصريح دخولهما كان من السلطة الفلسطينية وليس من الكيان الصهيوني، وأكدت أن التصريح الذي كان في حوزتها كان "يمنع منعا باتا الدخول للمناطق الإسرائيلية". من جهتها، آسيا بلعيال، زميلتها في المبادرة، قالت إنها ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني كأي جزائري كان، لكنها لا ترى في زيارة الفلسطينيين في الضفة الغربية، أي مانع سواء سياسيا أو شرعيا، مشيرة إلى أنه لم يختم جواز سفرهما ولم تأخذا تصريحا من الكيان الصهيوني بل من السلطات الفلسطينية، مؤكدة أنها ضد فكرة المنع بحجة التطبيع، لأنه لا وجود للتطبيع في هذه الحالة، كما أبدت تأييدها على كل ما قالته زميلتها حول رفض العلماء زيارة فلسطين، وأضافت أن العلماء لم يقنعوا في حديثهم عن هذا الموضوع الشباب العربي، خاصة وأنه لا نص شرعي يمنع ذلك. وفي سياق متصل قال الدكتور عامر بني عامر، رئيس مركز حياة لتنمية المجتمع في الأردن، وهو المشرف على المبادرة في الأردن، في اتصال هاتفي مع الشروق، إن هذا اللقاء يتيح الفرصة لتبادل الأفكار بين الشباب العربي، وشباب الضفة، ولا يقوم على أساس التطبيع، لأن هذا الأخير نرفضه كمبدأ ويعتبر صلب نضالنا، مشيرا إلى أن 15 دولة عربية شاركت في هذه المبادرة وهي لبنان، المغرب، تونس، السودان، العراق، اليمن، الأردن، الإمارات، البحرين، إضافة إلى سلطنة عمان، الجزائر، وفلسطين، الكويت، مصر، وأكد المتحدث أنه مع الفتاوى الرافضة للتطبيع، لكن الشباب زار نابلس، رام الله والخليل ولم يزر المناطق التي يسيطر عليها الكيان الصهيوني، حيث لم يزوروا القدس لهذا السبب. أما أحمد جاروشي، المشرف على اللقاء في فلسطين، فقد ثمن اللقاء في تصريح للشروق، وتأسف على الفتاوى التي صدرت مؤخرا والرافضة لمثل هذه الزيارات، كما رفض أن يوصف ال45 زائرا لفلسطين ضمن هذه المبادرة، بالمطبعين مع إسرائيل، لأن كل ضيوف فلسطيني لم يزورا المناطق التي يسيطر عليها الكيان الصهيوني، واصفة إياها بالزيارة الفلسطينية البحتة ولا علاقة لها بإسرائيل. يذكر أن المشاركين في هذا اللقاء تم اختيارهم من ضمن 1179 مترشح، الذين تقدموا للتبادل الشبابي العربي الفلسطيني الأردني الثالث في فلسطين والأردن لهذه السنة، من مختلف الدول العربية.