أحدث نهار أمس، رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، في الكلمة التي ألقاها خلال اليوم البرلماني بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، هزة عنيفة لدى المدعوين والمشاركين في هذه الاحتفالية، بعد أن عدد نسب تمثيل المرأة في برلمانات بلدان البحر الأبيض المتوسط، بذكره للكيان الإسرائيلي ضمن الدول التي تحظى فيها المرأة بالتمثيل في المؤسسات المنتخبة، حيث قال إن برلمان إسرائيلي يتكون من 250 مقعدا، تحوز المرأة الإسرائيلية فيه على ثلاثون مقعدا، بنسبة تقدر ب 12 بالمائة و قد تساءل العديد من المشاركين في فعاليات اليوم البرلماني عن المغزى من ذكر الكيان الإسرائيلي بقبة البرلمان الجزائري، وان كان الهدف من ذلك تمهيدا للتطبيع مع إسرائيل أو الاعتراف غير المباشر بها. خاصة وان خطاب ولد خليفة تضمن قائمة لبرلمان أربع وعشرون دولة مطلة على البحر ونسب تمثيل المرأة فيها في المؤسسات التشريعية لهذه الدول، وقد جاءت إسرائيل في الترتيب السابع عشر، وبعدها دولة فلسطين بلا شيء، أي بصفر نسبة تمثيل المرأة الفلسطينية في المجلس التشريعي، ما يعني إن ترتيب الكيان الصهيوني جاء على حساب لدولة الفلسطينية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث جاءت الجزائر في المرتبة الثالثة والعشرون حيث يتكون المجلس الشعبي الوطني من 462 مقعد، قدرت نسبة تمثيل المرأة فيه ب 31.6 بالمائة بمجموع 146 مقعد افتكته المرأة الجزائرية في البرلمان، والعودة لخطاب رئيس المجلس الشعبي الوطني الموجه للمرأة الجزائرية في يومها العالمي المصادف ل الثامن مكن مارس، فقد اعتبر ولد خليفة الإصلاحات التي بادر بها رئيس لجمهورية قد فتحت الأبواب الواسعة لحضور لم يسبق له مثيل في الجزائر في الهيئات المنتخبة، ومن بينها البرلمان، حيث تجاوزت نسبة تواجد المرأة فيه 30 بالمائة بعد إن كانت لا تتعدى 7 بالمائة نسبة التمثيل في هذا الأخير، فهي إما نائب رئيس وإما رئيسة لجنة وإما عضو فاعل في لجان المجلس التي تشارك فيه مختلف الأحزاب السياسية، وحسب ولد خليفة فقد أثارت نسبة التمثيل العالية في هيئة التشريعية انتباه، بل وإعجاب العديد من وفود الدول التي زارت المجلس الشعبي الوطني، وهي نسبة تتعدى بالفعل تمثيل المرأة في اغلب البرلمانات الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية والمنطقة العربية، وذكر أن المرأة الجزائرية حققت مكاسب ثمينة، حيث أصبحت نسبة تواجد المرأة في العديد من القطاعات تفوق بكثير نسبة الرجال، وقد تعزز تواجد المرأة في مؤسسات وهيئات الدولة بفعل التعديل الأخير للمادة 31 مكرر التي أقرت نسبة الثلث في المجالس المنتخبة وأضاف يقول إن المرأة في الجزائر حصلت على الكثير من حقوقها التي أصبحت مسالة عادية ولا يتحدث عنها احد مثل المساواة في الأجور بين النساء والرجال في نفس الوظائف والمسؤوليات، واستنادا لذات المسؤول البرلماني فان مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية مسالة حيوية لأي بلد يطمح إلى اللحاق بركب الصدارة الذي يقود عالم اليوم، واعتبر ولد خليفة الجزائر لا يمكنها إن تسرع وتيرة التنمية وتتحرر من قيود التخلف والتبعية إذا كان نصف مجتمعها مشلولا ومحروما من المساهمة في رقي بلادنا وازدهارها، وبرأي رئيس الغرفة التشريعية السفلى فان قسما كبيرا من هذه المهمة يقع على كاهل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الإعلام والتربية والتثقيف التي نراهن على عملها لتغيير العقليات والأحكام المسبقة والأفكار التي انتهت صلاحيتها. م.بوالوارت