اتهم الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان الجيش المالي بتنفيذ “مجموعة من الإعدامات التعسفية” في غرب ووسط مالي وطالب بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة. وتستهدف هذه التجاوزات خصوصا المجموعات العربية والطوارق الذين يشكلون الأكثرية الساحقة في إطار المجموعات الإسلامية. في حين تتزايد الاتهامات الموجهة إلى جنود الجيش المالي بارتكاب تجاوزات في غرب مالي ووسطها، ما حمل باريس على الدعوة إلى “الحذر” في اليوم الثالث عشر للتدخل العسكري الفرنسي ضد المجموعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال البلاد. ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأربعاء إلى تعزيز دعم واشنطن لمكافحة المجموعات الإسلامية المسلحة في مالي، وقارنت تهديد القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن سبتمبر 2001 . وقالت كلينتون خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ إن “الناس يقولون لي دائما إن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لم تهاجم الولاياتالمتحدة. نعم، لكن قبل 11 سبتمبر 2001، لم نتعرض لهجوم على أراضينا”. من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن وحدات إفريقية من القوة الدولية لدعم مالي “بدأت” التحرك نحو وسط هذا البلد. وقال فابيوس امام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية “ثمة قوات وصلت الى باماكو. ان عددا معينا من القوات باشرت التوجه نحو مدن في الوسط. هذا يعني ان القوة الدولية لدعم مالي تنتشر في شكل اسرع من المتوقع”. واضاف “بالتأكيد، هذا يطرح صعوبات لوجستية ولكن علي القول اننا شهدت جهدا هائلا من اصدقائنا الافارقة. هناك حاليا اكثر من الف جندي (إفريقي) وصلوا” إلى مالي. وبعد ثلاثة عشر يوما على بداية التدخل الفرنسي الذي اوقف تقدم الاسلاميين نحو الجنوب، اتهم الاتحاد الدولي لحقوق الانسان جنودا في الجيش المالي بتنفيذ “مجموعة من الاعدامات التعسفية” في غرب ووسط مالي وطالب بانشاء لجنة تحقيق مستقلة “على الفور”. وقد اعدم 11 شخصا على الاقل في سيفاري (650 كلم شمال شرق باماكو)، في معسكر للجيش المالي، على مقربة من محطة وقرب مستشفى، كما قالت المنظمة غير الحكومية التي تجري منذ ايام تحقيقا حول هذه الحالات التي لم تؤكدها حتى الان. واكدت فلورنت غيل مسؤولة افريقيا في الاتحاد الدولي لحقوق الانسان “حصلنا على شهادات متطابقة من مصادر محلية ولدينا هويات احدى عشرة ضحية”. وتستهدف هذه التجاوزات خصوصا المجموعات العربية والطوارق الذين يشكلون الاكثرية الساحقة في اطار المجموعات الاسلامية المسلحة. ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان الاربعاء إلى تدريب الجيش المالي الذي يخوض حربا الى جانب فرنسا ضد الاسلاميين في مالي، حتى يكون “بالغ الحذر” حيال مخاطر التجاوزات لأن “شرفه على المحك”. واعتبر لوران فابيوس من جهته أنه ليس ممكنا “القبول بانتهاكات حقوق الانسان”. وأوضح فابيوس أيضا أمام الجمعية الوطنية أنه بحث في هذه المواضيع مع رئيس الوزراء المالي ديانغو سيسوكو الاربعاء في اتصال هاتفي وان الرئيس المالي ديونكوندا تراوري سيوجه تحذيرا جديدا الى القوات المالية في نهاية الاسبوع. واضاف ان الطوارق “هم أصدقاؤنا” “باستثناء الذين جندتهم مجموعات ارهابية ندينها بشدة”. وتوعد رئيس أركان الجيش المالي الثلاثاء ب”سحب كل جندي يرتكب تجاوزات ضد مدنيين من ارض المعركة على الفور وأحالته أمام محكمة عسكرية”، محذرا من التعرض “لذوي البشرة البيضاء” والعرب والطوارق في مالي. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي أشاد بالتدخل “الشجاع” لفرنسا في مالي أعرب أيضا عن مخاوفه المتعلقة بتأثير العملية على المدنيين وحقوق الإنسان. واكد فابيوس ايضا الترحيب بكل الدعم الدولي الاضافي للحرب في مالي. واعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في باريس الاربعاء ان عديد جنودها في مالي بلغ 2300 وسيزداد بسرعة وخصوصا ان باريس تستفيد منذ الاثنين من مساعدة الولاياتالمتحدة لنقل الرجال والتجهيزات الفرنسية من فرنسا الى غرب افريقيا. وكلف هذا التدخل خلال 12 يوما حوالى “30 مليون أورو”، كما قال لو دريان الاربعاء.