خرج، الأربعاء، الآلاف من السكان الماليين ينحدرون من الشمال ونظموا اعتصاما بالعاصمة باماكو للمطالبة بالحصول على السلاح من "اجل تحرير" المنطقة التي تسيطر عليها الجماعة الإسلامية المسلحة. وردد بعض المعتصمين من بين حوالي 2000 مشارك "نريد الأسلحة لنحرر الشمال من وطأة الإسلاميين وإذا لا يرغب الجيش في خوض الحرب ضدهم فليمنحونا الوسائل لنتمكن من تحرير أراضينا ". وأكد أحد منظمي الاعتصام عمر مايغا في تصريح صحفي اليوم" نحن نطالب بتحرير بلادنا". وأوضح احد النواب من الطوارق نوق اغ عطية في تصريح أن" مالي على اختلاف مكوناته العرقية والدينية لا تشاطر التهور والأخطاء الفادحة التي يرتكبها المتطرفون من أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في شمال البلاد". وبدا الاعتصام منذ الصباح الباكر بميدان الاستقلال وسط العاصمة باماكو وسيتواصل طوال اليوم في حضور قوات الشرطة والجمارك. على صعيد آخر اكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت ان بلاده عقدت العزم على منع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (أكمي) من إقامة معاقل للإرهاب الدولي في شمال مالي. وقال أيرلوت حسبما ذكره راديو"فرنسا الدولي"، الأربعاء، إن بلاده" "مصممة تماما" على منع جماعات مثل "أكمي" من إقامة معاقل للإرهاب الدولي في شمال مالي والتي تهدد السلام والازدهار في المنطقة بأسرها، ومنها سلامة فرنسا. من جانبه أعرب وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس عن أمله في أن تتبنى منظمة الأممالمتحدة قرارا في أقرب وقت يسمح بإرسال قوة أفريقية إلى مالي. وأشار المصدر إلى أن من بين هذه الجماعات جماعة "أنصار الدين" و"الحركة من أجل التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" (موجاو) التي تسيطر مع "أكمي" على مدن رئيسية مناطق إدارية، منها "تمبكتو" و"غاو" و"كيدال". يذكر ان قادة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا "ايكواس" جددوا الأسبوع الماضي في قمة عقدوه بياموسوكرو التزامهم بتسوية سلمية للازمة المستعصية التي تشهدها مالي غير أنهم لم تستبعدوا اللجوء إلى الخيار العسكري إذا تحتم الأمر. ودعا القادة الأفارقة إلى"الإسراع" في استصدار قرار أممي يسمح بإرسال قوة عسكرية إقليمية إلى مالي للتصدي للجماعات المسلحة التي بسطت نفوذها على كامل المنطقة". وقامت الجماعات الإسلامية المتحالفة التي تسيطر على شمال مالي بزرع الألغام في المناطق المحيطة بمدينة "غاو" وواصلت هدم أضرحة ومزارات بمدينة "تومبكو"حسبما أعلنه ممثل الحركة الوطنية لتحرير الأزواد. وأوضح المصدر أن الإسلاميين" لجاؤوا إلى هذه الخطوة تحسبا لهجوم محتمل قد تقوم به حركة الطوارق او جنود القوة الإفريقية التي تنوي دول غرب إفريقيا إرسالها إلى المنطقة". ومن المقرر ان تستضيف واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو السبت المقبل قمة مصغرة لرؤساء دول غرب افريقيا مع ممثلين عن الطبقة السياسية والمجتمع المدني في مالي بهدف الشروع في تشكيل "حكومة وحدة وطنية" في مالي.