في زمن بلحمر وبلزرق وبلصفر، حيث الخوارق تأتي دون مقدمات ولا إشعارات مسبقة وحيث الأبطال يتوالدون كالفطريات، اعتلت نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان، منبر المقاتلة القادمة من سراب و”شراب” سلطوي كانت جزءا من طبله الذي رقص وصفق للحاكمين بأمرنا في أكثر من عرس سياسي، إذ بين ليلة و”رحاها” تقمصت سيدة، كانت بالأمس القريب ترتدي عباءة صاحب السمو، دور الثائرة التي تعارض حتى حلم فخامته في عهدة رابعة. وبين زمن “الغمس” الذي كان وزمن “المسّ” الذي أصاب الطبقة السياسية قبيل الرئاسيات القادمة، فإن الثابت أن “نعيمة” وما أكثرهم من “أنعام” سياسية، انتشروا على قارعة بطولة من ورق لصناعة مشاهد أنهم كانوا صامتين يوم كان الكلام من ذهب وأنهم تكلموا ثائرين بعد أن انفض سوق الكلام.. نعيمة صالحي التي تقود منذ أيام معركة “سكن” وليست معركة وطن، ضد وزيرة التضامن التي نزعت منها سكنها الوظيفي، فسرت الأمر على أنه حملة مدججة (؟؟) لها علاقة مباشرة بمواقفها السياسية المناهضة لتوجهات العهدة الرابعة، كما قدمت نفسها على أنها ضحية سلطة أقلقتها ثورة “نعيمة” فقررت أن تزيل عنها نعمة “ساكنة وتمونجي”. والسؤال العالق في ثورة بطلة من ورق، ألست، سيدتي، من عزف وصفق للرقّ يوم كنت جزءا من سيمفونية الله والوطن وفخامته. أكبر نكسة ابتلي بها هذا البلد المكلوم هي القدرة الخارقة على إنتاج أبطال من ورق كانوا جزءا من معادلة “رق” عام، ولعل نعيمة التي كتبت في جدارها الفايس بوكي أنها ليست فقيرة بل ميسورة (؟؟)، ولكن من حقها أن تسكن من على ظهر الدولة. نموذج حي عن سيدة كانت جزءا من ديكور المتزلفين والممجدين والمباركين لكل “فوق حاكم”، وحين نفخوا فيها هرمونات البطولة تقمصت الدور لدرجة أنها أعلنت الحرب على صحيفة انتقدت مواقفها المتقلبة، فقليلا من الحياء السياسي يكفينا رجالا ونساء سيدتي “المغوارة” جدا..