قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في عددها الصادر أمس، إن الملك الأردني عبد الله الثاني قرر فتح المجال الجوي لبلاده أمام طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، مما يتيح لها وصولا سريعا لسوريا. وأوضحت الصحيفة أنها علمت من مصادر عسكرية غربية في الشرق الأوسط أن الملك عبد الله قرر فتح المجال الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي في “إيماءة قوية واستثنائية”، مشيرة إلى أن القرار “المعروف لعدد قليل من أجهزة الاستخبارات الغربية” تم اتخاذه خلال زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للأردن الشهر الماضي. وأوضحت أنه تم فتح ممرين جويين للطائرات الإسرائيلية؛ أحدهما من جنوب الأردن من صحراء النقب، والآخر شمال عمان، مما يتيح للطائرات التي تنطلق من قاعدة قرب تل أبيب وصولا سريعا إلى سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن فتح المحور الأردني يتيح لإسرائيل إمكانية الابتعاد عن سماء جنوب لبنان، حيث يخشى الإسرائيليون ردا من حزب الله، لافتة إلى أن هذا القرار ينطوي على مخاطرة من قبل الملك الأردني. وفي الأثناء، عقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس، اجتماعا يتوقع أن يتبنى قرارا برفع الحظر النفطي على سوريا، في خطوة من شأنها أن تقدم دعما كبيرا للمعارضة السورية في صراعها مع نظام الرئيس بشار الأسد. ويرتقب أن يصادق اجتماع الوزراء على إجراءات تخول شركات تابعة للاتحاد الأوروبي، تدرس حالة بحالة، استيراد النفط السوري وتصدير تكنولوجيا إنتاجه والاستثمار نقدا في مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة. ويعد هذا الإجراء أول تخفيف منذ سنتين للعقوبات الصارمة التي يفرضها الأوروبيون على نظام الأسد، في مسعى للمساعدة على تغيير موازين القوى في النزاع. ومن المرجح أيضا أن يعاد في لوكسمبورغ كذلك طرح قضية حظر الأسلحة الأوروبية الذى ينتهى في نهاية ماي المقبل. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إنها حصلت على مسودة نص سيبحثه الوزراء من أجل المصادقة عليه، وهو يقول إن الاتحاد الأوروبي “يعتبر أنه من الضروري إدخال استثناءات” على العقوبات المفروضة حاليا على سوريا “بهدف مساعدة السكان المدنيين السوريين”. ويضيف النص أن الهدف “هو خصوصا تلبية الاحتياجات الإنسانية وإعادة الحياة إلى طبيعتها واستعادة الخدمات الأساسية وبدء إعادة الإعمار والنشاط الاقتصادي العادي”. لكن دبلوماسيين أقروا بأن القرار الذي يمكن أن يتبعه تخفيف قيود أخرى مثل تلك المفروضة على القطاع المصرفي قد يكون صعبا ويأخذ وقتا للتطبيق. وقال دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه “لكن ذلك سيعطي إشارة قوية للأسد”، في حين أشار دبلوماسي آخر لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن الهدف هو مساعدة المدنيين والمعارضة. من ناحية أخرى، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده “ستواجه بحزم الإرهاب بكل أشكاله”، وأنه لا مجال للمهادنة مع المجموعات “التكفيرية” و”الإرهابية”. وذكرت الوكالة السورية للأنباء “سانا” أمس، أن تصريحات الأسد جاءت خلال استقباله وفد من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية. وأوضحت الوكالة أن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع العربية والإقليمية عموما وفي سورية ولبنان على وجه الخصوص. وأشار الأسد إلى تحسن الأوضاع في سوريا “بفضل صمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه الباسل”، على حد تعبيره.