الأردن، السعودية وقطر أكبر ممولي المعارضة المسلحة يحاول وزراء الخارجية العرب المتجمعين بالعاصمة القطرية الدوحة، إيجاد مخرج للاجتماعات التحضيرية للقمة العربية يتفق فيه الجميع على تمثيل سوريا في القمة من طرف المعارضة، حيث لم يفصل بعد في الشخصية التي ستجلس على مقعد دمشق بين الخطيب المستقيل وهيتو رئيس الحكومة المنتخب مؤخرا. تطرح العديد من التساؤلات المتعلقة بالاسم الذي سيخلف سوريا في الجامعة العربية بين ترشيح أحمد معاذ الخطيب المستقيل من رئاسة الائتلاف وبين تفضيل رئيس الحكومة الجديد غسان هيتو الذي لم يحصل على إجماع المعارضة السورية لتوليه الحكومة، إذ لا يزال الجيش الحر يرفض تمثيله، من جانبها اعتبرت روسيا وعلى لسان مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف أن استقالة الخطيب تأكيد على تفكك المعارضة ووجود خلافات في صفوفها، وهو دليل إضافي على وجود خلافات جدية بين تلك القوى التي تدعم التسوية السياسية وبين المتطرفين المتمسكين بفكرة القتال العسكري، وأشار أوشاكوف أن الملف السوري سيكون حاضرا في قمة دول ”بريكس” المنتظرة يومي 26 و27 مارس الجاري، بمشاركة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كما كان الملف السوري حاضرا في زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى العراق حيث أكد كيري في حديثه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن تحليق طائرات إيرانية في المجال الجوي العراقي يزيد من تعقيد الأزمة السورية، ويطيل من مدة بقاء الأسد في السلطة. وفيما تنشغل الدول العربية بمقعد سوريا يتزايد التصعيد الأمني على الأراضي السورية في ظل الجدل القائم بين كبرى الدول بشأن تدعيم النظام من جهة من قبل روسيا الحليف التاريخي لبشار الأسد، والمساعدات التي يتلقاها الجيش الحر من جهات عدة دون تجاهل الجهود التي تقوم باريس ولندن لتمرير قرار رفع الحظر على سوريا، وتعكس مستويات الاقتتال على أرض الميدان حقيقة الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام والتقارير التي تنشر بين الفينة والأخرى، على غرار تقرير صحيفة ”نيويورك تايمز” التي قالت إن مستوى تسليح المعارضة السورية بعد الانتخابات الأمريكية ارتفع بمساعدة ال ”سي. أي. أي”، وكشفت الصحيفة أن تركيا وبعض الدول العربية كثفوا خلال الأشهر الأخيرة من توريد الأسلحة إلى المقاتلين المعارضين، وقالت الصحيفة في عددها الصادر، نهار أمس، استنادا إلى مصادر مطلعة في عدد من البلدان واستنادا إلى إحصائيات النقل عبر الطيران في المنطقة، أن حجم توريد السلاح إلى الجيش الحر ارتفع بشكل ملحوظ بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر الماضي، وأضافت أنه منذ نهاية العام الماضي استقبل مطار أنقرة الدولي ”إيسينبوجا” أزيد من 160 حمولة عسكرية من الأردن ، السعودية وقطر، ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم معهد دراسات قضايا العالم في ستوكهولم قوله إن التقديرات المتواضعة لهذه الحمولات تعادل 3.5 ألف طن من المعدات العسكرية”، وترى الصحيفة أن أمريكا هي المنسق الرئيسي بين الأطراف الداعمة للمعارضة السورية، وأن أوكرانيا أضحت مركزا لوجيستيكيا لتفريغ الأسلحة القادمة من أوروبا. يذكر أن الوفد السوري إلى الدوحة يترأسه رئيس الائتلاف المستقيل أحمد معاذ الخطيب، بمشاركة غسان هيتو رئيس الحكومة السورية المؤقتة إلى جانب مصطفى الصباغ، سهير الأتاسي نائب رئيس الائتلاف، جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري على أن ينضم إليهم نزار الحراكي سفير سوريا عن الائتلاف في الدوحة، وكان الخطيب قد أشار إلى قرار سفره لا علاقة له باستقالته من منصب رئيس الائتلاف، فيما قرر، أمس، اللواء سبيم إدريس رئيس قيادة الأركان المشتركة للجيش السوري الحر إلغاء سفره إلى الدوحة لمرافقة وفد الائتلاف الوطني السوري المشارك في القمة كشف إدريس في تصريح لوكالة الأناضول أن الوضع الميداني الصعب في سوريا دفعه للعدول عن قراره مشيرا إلى وجود عمليات عسكرية تتطلب متابعته في محورين هامين هما الطرف الغربي والجنوبي لمدينة حمص.