من يقارن بين ''حنون'' الزمن الفارط، التي كانت تصول وتجول وتلاسن كل سلطة وأي سلطة، وبين ''لويزة'' الزمن الآني التي روّضها بريق ''اللويز'' بعدما تذوقت مائدة ''السلاطة'' السلطوية لتجعل منه حملا وديعا لا يستأسد إلا على الرفاق المنشقين والفارين والمتجولين، من يقارن بين ''حنون'' الشعب و''لويزة'' الحكومة، يتيقن ويؤمن بأن الدوام لله وحده كما يصل إلى نتيجة أن زعيمة حزب العمال لم تكن إلا بشرا يعارض ويفاوض، يحن ويُحن عليه... لسنا ملائكة ومبرر الظروف والمعطيات والتقلبات أو ''التغلبات'' الجيو سياسية، يفرض في أحيان كثيرة على العمالقة أن ينحنوا لتفادي العواصف، لكن بين الإنحناء لتفادي اقتلاع الجذور، وبين الإنحناء لالتقاط فتات يسيل اللعاب، تظهر طبيعة التعملق من طبع التقزم، فالإنحناء الأول خطة عاقل والإنحناء الثاني فرصة لتقديم البيعة لوليمة، فيها ما تشتهي الأنفس من مآكل ومشارب و''لويز'' آخر بريق وطراز.. ليست وحدها ''حنون'' العمال من ظهر أنها بشر متأقلم، فهم كثر وعدتهم حينما كانوا بعيدين عن بساط المائدة بتعداد المتقاتلين على من يكون الأول في الطابور، لكن الفرق بين حنون العمال وبقية ''الحنّونات'' في طبقنا السياسي ممن كنا نخالهم رجال، أن ''لويزة'' لازالت تتمرن على المعارضة الصغرى بأن تهدد رئيس دائرة مغبون أو ''زياري'' برلمان ''أمزير'' ولما لا رفيق قديم طالب بحقه في التجوال من أجل حقه في التجوهر أو ''التلوّز'' ، أما الآخرين من بقية فصيل ''الحنان'' فإنهم أعلنوها صريحة وطريحة وقالوا ..كنا هناك نعارضهم والآن نحن ''هنا'' نعارضكم والمهم أننا ''معروضون''..