لويزة حنون أو المرأة التي كنا نصفها بالحديدية رغم يقيننا المطلق بأنها من شحم ولحم ودم تؤثر وتتأثر وقد تتناثر أمام المغريات، تنتفض في رمشة عين أو ''أذن'' مشهرة مخالبها في وجه أفلان بلخادم على خلفية أنها لا تخشى كلاب سي عفيف ولا حتى أنفلونزا بركات وذلك على أساس أنها مالكة أمرها كما أن ''عصمة'' حزبها بيدها فمتى شاءت زوجته ومتى شاءت طلقته ومتى شاءت جعلته خليلا لمن ''يغمز'' أو يلمز أكثر.. معركة من فراغ بطلتها سيدة كانت مثالا للثورة فأضحت تمثالا للثروة المسرحية التي يتحكم في عرضها مخرج محترف يقبع خلف ستار، وفر لكل سياسي أو مشروع سياسي ''هاوٍ'' مساحة للعب وللمرح ولتسخين وتسمين العضلات وذلك وفق ما هو مسموح ومتعارف عليه مسرحيا. فتارة أحبك وأخرى أعضك وبينهما حكمة خالدة مفادها: كل مسير لما أمر وسمح به.. حنون العمال تنفخ من الرماد ملحمة رومنسية، وتقود ثورة ضد بلخادم وتعترف بأن من حقها أن تعشق من تريد وقت ما تشاء فهي لم تتزوج الأفلان حتى يكون وصيا على خياراتها، فالحب سلطان والقلب وما يعشق، وليس من حق بلخادم الملتحي والهادي والذي يرتدي ''الفندورة'' أن يقارن نفسه بوسامة ودهاء وجاذبية ''العفريت'' أويحيى، فالرجلان مختلفان والقلب وما يهوى و''الهوى سلطان''، والنتيجة كما ترون ونرى، معركة خاوية على ''نعوشها'' بطلها عقم وفراغ سياسي شعاره المندبة كبيرة والميت ''فأر'' لم يقتله لقاح بركات ولكن قتلته زوبعة في فنجان.