يناشد سكان المسيلة المسؤولين عن حماية البيئة والمحيط الحضري والهيئات المسؤولة، التدخل العاجل لوقف زحف الأتربة والغبار والتردي البيئي الحاصل في العديد من الدواوير والمناطق المعزولة ببعض البلديات التي تشهد اجتياحا غير مسبوق لشاحنات كبيرة لنقل الصخور العملاقة القادمة من المحاجر المنجمية التي تكاثرت في الآونة الأخيرة في هذه المناطق. وتبقى الشاحنات العابرة الى المحاجر لشحن الصخور وركام المحاجر. وعبر المحتجون عن غضبهم من صمت السلطات حيال الوضع غير الإنساني الذي يعاني منه الإنسان لا سيما الأمراض الفتاكة التي تكاد تعصف بحياة الكثير منهم، وأن أغلبهم يعاني من الحساسية في العيون وأورام خبيثة كالسرطان لشيوع مواد كيماوية من التفجيرات التي تستعملها الشركات لتفتيت الصخور، زيادة على الإزعاج الذي تسببه الألغام لغياب مواقيت محددة للقيام بهذا النشاط، مؤكدين أنهم يعانون من نقص السكينة وقلة النوم بسبب التفجيرات اليومية التي يسمع دويها هنا وهناك. وتبرز المعطيات الواردة من هذه المناطق التي تكثر فيها المحاجر أن حالة الغليان الشعبي تسود في المنطقة وأن تهديدات أشهرها الكثير من السكان لتصعيد الوضع في حال عدم تدخل السلطات العمومية لإنقاذ الموقف وإغلاق المحاجر في أقرب وقت ممكن في ظل حديث السكان عن استثمار مريب لمواد المحاجر وغير مدروس للحفاظ على صحة الموارد البشرية والبيئية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مطالبين بضرورة نقل المحاجر الى مواقعها المناسبة الى الجبال البعيدة عن السكان والمناطق الزراعية. تصدر سمومها نحو التجمعات السكانية، في هذه الأماكن التي باتت على شفا كارثة اإكولوجية. وعلى الرغم من إسهام تلك الشركات في توظيف بعض الشباب، إلا أن مطالب السكان القاطنين في هذه المناطق لم تتغير وظلت تنحصر في إغلاق المحاجر ونقلها الى مواقع بعيدة، ذلك أن ما يزيد عن آلاف السكان مهددون بأمراض فتاكة كالسرطان والربو. وعلى هذا يأمل السكان في التفاتة السلطات لإخراج هذه المناطق المعزولة من قوقعة الفقر والبطالة ولكن ليس على حساب صحتهم التي لا تقدر بثمن.