احتشد العشرات من سكان بلدية تيبركانين التابعة لدائرة العطاف، 40 كلم جنوب غرب عاصمة ولاية عين الدفلى، مساء أول أمس في عرض الطريق المؤدي الى المحاجر، ضد التردي البيئي الحاصل في العديد من الدواوير والمناطق المعزولة في البلدية التي تشهد اجتياحا غير مسبوق لشاحنات كبيرة لنقل الصخور العملاقة القادمة من المحاجر المنجمية التي تكاثرت في الآونة الأخيرة في المنطقة. وحسب شاهد عيان، فإن نسبة كبيرة من هذه المحاجر آخذة في الانتشار بشكل عشوائي وغير مبالية بصحة المواطنين والبيئة والنبات والحيوان والأرض عموما، الشيء الذي جعل الكثيرين يحتجون لإعلان القطيعة مع أسلوب الصمت الذي كلفهم غاليا، وقد منعوا أكثر من 15 شاحنة من العبور إلى المحاجر لشحن الصخور وركام المحاجر. وعبر المحتجون في اتصال مع «البلاد» عن غضبهم حيال صمت السلطات تجاه الوضع غير الإنساني الذي يعاني منه السكان لاسيما الأمراض الفتاكة التي تكاد تعصف بحياة الكثير منهم وأن أغلبهم يعاني من الحساسية في والعيون وأورام خبيثة كالسرطان لشيوع مواد كيماوية من التفجيرات التي تستعملها الشركات لتفتيت الصخور، زيادة على الإزعاج الذي تسببه الألغام لغياب مواقيت محددة للقيام بهذا النشاط، مؤكدين أنهم يعانون من نقص السكينة وقلة النوم بسبب التفجيرات اليومية التي يسمع دويها هنا وهناك. وتبرز المعطيات الواردة من تيبركانين أن حالة من الغليان الشعبي تسود في المنطقة وأن تهديدات أشهرها الغاضبون لتصعيد الوضع في حال عدم تدخل السلطات العمومية لإنقاذ الموقف وإغلاق المحاجر في أقرب وقت ممكن في ظل حديث الغاضبين عن استثمار مريب لموارد المحاجر وغير مدروس للحفاظ على صحة الموارد البشرية والبيئة لتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مطالبين بضرورة نقل المحاجر إلى مواقعها المناسبة مثل الجبال البعيدة عن السكان والزراعة. وتحدث مواطنون عن وجود 15 محجره تديريها ثلاث شركات عمومية و12 تابعة للخواص، كلها تصدر سمومها نحو التجمعات السكانية في المنطقة التي باتت على شفا كارثة إيكولوجية. وعلى الرغم من إسهام تلك الشركات في توظيف شباب تيبركانين وامتصاص جيوش البطالين في عدة دواوير تابعة لذات البلدية بمجموع 1000 عامل، إلا أن مطالب القاطنين في المنطقة لم تتغير وظلت تنحصر في إغلاق المحاجر ونقلها إلى مواقع بعيدة، ذلك أن ما يزيد عن 18 ألف نسمة بالمنطقة مهددون بأمراض فتاكة كالسرطان والربو. وقال أحد المواطنين إنه يأمل التفاتة السلطات لإخراج تيبركانين من قوقعة الفقر والبطالة القاتلة لكنه تفاجأ بمنح تراخيص لبعض اشباه المستثمرين لاجتياح المنطقة واستعراض قوتهم ونفوذهم في حق سكان المنطقة، وهو ما يشكل مفارقة عجيبة في نظر المواطنين الداعين الى وقف نشاط هذه الشركات قبل استفحال غضب العائلات القاطنة بالقرب من المحاجر.