تعد بلدية هراوة من أفقر البلديات على مستوى ولاية الجزائر بسبب التنمية الضعيفة على مستوى كل القطاعات، والأخطر من ذلك أن طابعها الفلاحي بات مهددا بزحف البناء الفوضوي، أما المرافق العمومية فهي غائبة تماما لاسيما الصحة والمواصلات وقلة المدارس. تشكوبلدية هراوة، الواقعة شرق العاصمة والتابعة إقليميا لدائرة الرويبة، من نقائص عديدة بسبب قلة المشاريع التنموية التي استفادت منها في العشرية الأخيرة، فبعد معاناتها من الإرهاب دخل سكانها في دائرة التهميش لحرمانهم من حقهم في التنمية خاصة ما يتعلق بالمشاريع ذات المصلحة العمومية بهدف تحسين الظروف المعيشية لسكانها. والواقع الذي وقفنا عليه لدى تنقلنا إلى المنطقة يعكس حجم معاناة سكان هراوة على كل الأصعدة أولى هموم سكان بلدية هرواة هي النقل وتدهور وضيعة طرقات البلدية وضيقها، وهذا كله أدخل السكان في أزمة نقل كبيرة، ضف إلى ذلك افتقار البلدية إلى محطة نقل من شأنها أن تنظم حركة النقل. وكشف في هذا الإطار بعض السكان أن البلدية قامت فقط بتعبيد بعض الطرقات دون تعميم العملية على كل الأحياء. أما مشروع تهيئة محطة النقل فمازال يراوح مكانه منذ عدة سنوات لأسباب إدارية بحثه. البلدية عاجزة عن تلبية حاجيات المرضى وفيما يخص الخدمات الصحية فقد أصبحت العيادة الموجودة بالبلدية عاجزة تماما عن تلبية احتياجات مرضى المنطقة بسبب صغرها وضيقها، إضافة إلى افتقارها إلى أدنى الخدمات الصحية، الأمر الذي يرغم مرضى البلدية على البحث عن احتياجاتهم الطبية في الرغاية والرويبة وعين طاية. ولعل أكبر المشاكل التي تعاني منها هراوة هي قلة المدارس، وما هوموجود حاليا لم يعد يغطي احتياجات التلاميذ حسب شهادات بعض أولياء التلاميذ الذين طالبوا في هذا السياق السلطات المحلية بالإسراع في إنجاز المشاريع المدرجة منذ عدة سنوات للتخفيف من حجم معاناة تلاميذ المنطقة الذين يتمدرس أغلبهم خارج محيط البلدية، وخاصة مشروع الثانوية الذي مازال يراوح مكانه منذ سنوات. كما يطالب سكان هرواة بمركز بريدي عصري من أجل تحسين الخدمات البريدية لكون المركز الوحيد المتواجد حاليا يقدم خدمات بدائية جدا بعيدة كل البعد عن التطورات الحديثة التي يشهدها قطاع البريد. ومع ارتفاع عدد سكان هراوة منذ ترحيل السكان الجدد إلى سكنات حي عدل بدأت بلدية هراوة تفقد طابعها الريفي الفلاحي الحقيقي، وهذا على حساب الأراضي الفلاحية، وهذا ما فتح المجال أمام مافيا العقار لنهب الأراضي الزراعية، أما بخصوص المشاريع السكنية في طابعها التساهمي، فإ ن بلدية هراوة لم تستفد من أي مشروع منذ سنوات، فرغم أن عدد طالبي السكن الاجتماعي فاق الألفي طلب إلا أن آخر حصة استفادت منها البلدية تعود إلى سنوات التسعينيات. وحسب مصدر مسؤول من المجلس الشعبي البلدي لهراوة فإن ميزانية البلدية ضعيفة جدا، وهذا ما أثر على تنمية البلدية في كل القطاعات، واعدا بالإسراع في وتيرة إنجاز المشاريع الحساسة التي كانت متوقفة خاصة ما يتعلق بالمدارس والثانوية والطرقات والملعب الجواري.