- لمين بشيشي: شاحنة الإذاعة السرية كانت تتنقل بين الدول لإسماع صوت الجزائر - علي هارون: محمد بوضياف أمر بتأسيس جريدة لنقل أخبار الثورة استعرض وزراء سابقون ومجاهدون صباح أمس، مسيرة السمعي البصري في الجزائر أثناء ثورة التحرير وقبيل استرجاع الاستقلال، وذلك ضمن أشغال اليوم الأول للملتقى الدولي الذي نظمه المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بالعاصمة حول موضوع "إدخال السمعي البصري في حرب التحرير.. الصورة والثورة". وتطرق وزير الاتصال الأسبق ومؤلف الأناشيد الوطنية لمين بشيشي في مداخلته، إلى المراحل التي مرت بها الإذاعة السرية في الجزائر والمحطات التي كانت تبث منها أمواجها، مبرزا دور الشهيد العربي بن المهيدي في بعثها وكيف أن عبد الحفيظ بوصوف هو بلا جدال؛ المؤسس الحقيقي لإذاعة "صوت الجزائر الحرة المستقلة" كما كانت تسمى آنذاك. وعاد المحاضر ليتحدث بإسهاب عن هذه الإذاعة التي تم إطلاقها في ال16 ديسمبر 1956 بجبال "الناظور" في الريف المغربي، حيث عاشت فرقها الفنية والتحريرية ب"استوديو" متنقل عبر شاحنة للضرورة الأمنية. ولم تدم هذه المرحلة، حسب بشيشي، سوى تسعة أشهر، وذلك بعدما ضمنت أن "صوت الجزائر" كان مسموعا على محطات البلدان الشقيقة بداية بالرباط في المغرب مرورا بتطوان وطنجة، ثم تونس وبنغازي وطرابلس. وكان هذا في الفاتح نوفمبر 1958، واستمر البث إلى غاية استرجاع الاستقلال. كما كان "صوت الجزائر" يبث عبر أثير القاهرة ومن ثم دمشق، حيث إن الرأي العام في العالم العربي كان يشاطر قضية الشعب الجزائري العادلة وحتى في أوساط الفرنسيين. وتوقف لمين بشيشي الذي يعكف حاليا على تأليف كتاب حول الإذاعة السرية، عند تجربته الخاصة فيها، معرجا على موقف الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في ال19 سبتمبر 1958 وبإيحاء من وزير الإعلام آنذاك امحمد يزيد، من استئناف بث إذاعة "صوت الجزائر الحرة المكافحة" برامجها يوم 12 جويلية 1959 في الريف المغربي دائما، لكن هذه المرة من مدينة "الناظور"، إلى أن توقف بثها في ال12 جويلية 1962 تزامنا مع استرجاع الاستقلال. في السياق ذاته، تطرق المجاهد علي هارون في مداخلته التي كانت بعنوان "المقاومة الجزائرية الأعداد 2 ،3، 5 وتطور خلية اتصال جبهة التحرير الوطني خلال سنتي 56 و75″، عند تجربته الشخصية في مجال السمعي البصري، وذلك عام 1957، حيث كلفه الرئيس السابق الراحل محمد بوضياف بإطلاق جريدة "المقاومة الجزائرية" بمدينة تيطوان المغربية. وتوقف عند تجربته في تحرير يومية "المجاهد" رفقة الشهيد عبان رمضان بإمكانيات تكاد تكون منعدمة وبثلاثة أقلام فقط كانوا طلبة جامعيين وهم سليم وحسين بوزاهن ومحي الدين الذي كان طالبا في مدينة "مونبولييه" الفرنسية. وتضمن العدد الأول لها تصريحات رسمية لجبهة التحرير الوطني. من ناحية أخرى، نظم المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر معرضا بعنوان "مصورو الحرب.. جنود الأسود والأبيض"، ويضم مجموعة نادرة من الصورة التاريخية التقطها ما يقارب ال200 مصور جزائري وأجنبي كانوا شهودا عيان على مجريات الحرب التحريرية. وقال مدير المتحف محمد جحيش إن هذا المعرض فرصة مواتية للشباب الجزائري للتعرف على صناع الثورة ومراحلها عن كثب. كما يروي المعرض الذي يتواصل غلى غاية الثلاثين أوت القادم، جوانب من الحياة في الجبال الجزائرية خلدها مصورون صحفيون من صربيا والسويد و فرنسا واندونيسيا وإيطاليا كانوا مناصرين للقضية الجزائرية.