مقبرة جماعية جديدة تفجر احتجاجات واسعة النطاق في البلاد نقلت شبكة "سي آن آن" الأمريكية عن مصادر أمنية قولها إن القوات الأمريكية وضعت عدة خطط من بينها القيام بتحرك عسكري ضد منفذي الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية في سبتمبر الماضي. وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن القوات الأمريكية وضعت خططاً تهدف إلى اعتقال المتورطين بالهجوم على القنصلية الأمريكية، وذلك عبر مجموعة متنوعة من الإجراءات، بينها نقل قوات أميركية برية إلى داخل ليبيا لتنفيذ العملية. وقالت المصادر إن العمل على الخطط، التي تأتي وسط تزايد الضغوطات على البيت الأبيض بسبب التضارب في نتائج التحقيقات حول الهجوم الذي أدى إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز، بدأ مباشرة بعد الهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر الماضي. وذكر مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه أن الجيش الأمريكي ناقش الخطط على أعلى مستوى قبل أيام بعد إجراء تحديثات عليها، وتمتلك القوات المسلحة الأمريكية قائمة بالأهداف المحتملة داخل بنغازي أو في جوارها، إلى جانب قائمة بالأشخاص الذين تشتبه واشنطن بتورطهم في الهجوم أو ترغب في القبض عليهم. وتعتمد الخطط، التي تأتي بعد نشر مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" مجموعة صور لأشخاص كانوا بموقع الهجوم، على فرضية القبض على المطلوبين أو قتلهم، وهي بانتظار مصادقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عليها، كما تشمل ضربات ضد ما يعتقد أنها مخيمات تدريب لمجموعات متشددة في ليبيا. وأوضحت "سي آن آن" أن مجموعات من القوات الخاصة الأمريكية موجودة بالفعل في مناطق من شمال إفريقيا بهدف جمع المعلومات تحضيراً لتنفيذ الهجوم بحال صدور الأوامر مع إمكانية إلغاء العملية برمتها إذا أفضت الجهود الأمريكية والليبية إلى اعتقال المتورطين بالعملية. وفي الأثناء، أعلنت السلطات الليبية عن اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بالقرب من مدينة "مصراتة"، يُعتقد أنها تضم رفاة عدد من المفقودين خلال أحداث الثورة الشعبية التي أنهت نظام العقيد الراحل، معمر القذافي، مما أدى إلى تفجر احتجاجات حاشدة في المدينة الساحلية، الواقعة إلى الشرق من العاصمة طرابلس. وأكدت وكالة الأنباء الليبية الرسمية "وال" أن مؤسسات المجتمع المدني نظمت وقفة احتجاجية بمدينة مصراتة، "استنكاراً لمقتل العديد من الأبرياء"، مطالبين بمحاسبة كل المتورطين في سفك دماء الليبيين، وذلك بعد اكتشاف مقبرة جماعية بمنطقة "السبخة" بمدينة "تاورغاء". وفيما شدد المحتجون على "ضرورة تطبيق العدالة والقصاص على كل من ساهم في هذه الجريمة، والإسراع في إقرار قانون العدالة الانتقالية"، أشارت تقارير محلية إلى أن النيابة العسكرية بمدينة مصراتة فتحت تحقيقاً حول المقبرة الجماعية الجديدة. من ناحية أخرى، شهدت العاصمة الليبية طرابلس مظاهرة أخرى مساء الجمعة أيضاً، طالب خلالها المحتجون ب"الإسراع في إقامة الشرطة والجيش الوطني، وقيام دولة القانون والمؤسسات"، وإعادة الاستقرار الأمني والانضباط في الشارع، وتفعيل دور المحاكم والقضاء. وفي مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، وقع انفجار داخل إحدى المدارس في منطقة "السلماني"، نجم عن عبوة ناسفة، وذكرت المصادر أن الهجوم كان يستهدف أفراد الجيش الوطني المتواجدين لحماية المدرسة، ولم يسفر الانفجار عن سقوط ضحايا.