قال عبد الله جاب الله، في رده على سؤال ''الفجر''، المتعلق بمجرى التحضيرات الخاصة بعقد المؤتمر الاستثنائي لحركة النهضة، الذي من المفترض أن تعود فيه زعامة الحركة له، أن ''هذه الأمور لاتزال بعيدة ولم يحن الوقت للحديث عنها''• ورفض عبد الله جاب الله الكشف عن المزيد من التفاصيل حول حالة الترقب التي تميز المشهد بسبب التكتم حول التاريخ الرسمي لعقد ندوة الاطارات التي ستضم مناضلي النهضة والاصلاح المنضوين تحت لواء الشيخ، وفضل القول ''الأفضل لك أن تسألي غيري عن هذا الموضوع، فلديهم ستجدين الإجابة الصحيحة''• ولم يخل تصريح جاب الله من نبرة الأسى والأسف، وهذا راجع بطبيعة الحال الى حالة الركود التي تطبع مبادرة لم الشمل، بالاضافة الى ظهور بعض العناصر المطالبة بالاكتفاء بالمناضلين الحاليين في النهضة وعدم فتح الباب لعبد الله جاب الله وأنصاره، غير مبالين بالخيار الذي رفعته مؤسسات الحركة وفي مقدمتها مجلس الشورى، الذي أراد جمع شتات التيار الإسلامي وإعادة بعثه إلى الساحة السياسية الوطنية من جديد، ورأوا في إعادة مفاتيح الحركة إلى مؤسسها الأول، الشيخ عبد الله جاب الله، إنصافا ومكسبا لكلا الطرفين• وقد أكد لنا أمين سر عبد الله جاب الله، لخضر بن خلاف، أنه لا يمكن في الوقت الحالي الحديث عن الندوة الوطنية لإطارات النهضة وأنصار جاب الله ولا عن المؤتمر الاستثنائي، لأن هناك من يصطاد في المياه العكرة، فقد خرجوا من حالة التذمر إلى إشهار مشاعر العداوة والرفض إزاء انضمام المناضلين من الإصلاح إلى النهضة، معتبرين أن ذلك من شأنه أن يكلفهم خسارة على الساحة السياسية، وأضافوا أن التقارب الذي تحضر له اللجنة المشتركة بين النهضة وجاب الله من شأنه إرجاع النهضة خطوات إلى الوراء• وكذب بن خلاف التصريحات التي تطلق من هنا وهناك بشأن إعداد القانون الأساسي للمؤتمر الاستثنائي الذي كان مرتقبا عقده في الخريف القادم وقبله عقد ندوة للإطارات، لأن آخر اجتماع للجنة كان قبل الانتخابات الرئاسية الماضية، أي مع مطلع شهر مارس المنصرم• وعلى هذا الأساس، طالب بن خلاف من إطارات النهضة تحمل مسؤوليتها ازاء الاشخاص الذين خرجوا عن الخيار الشرعي الذي رفعته المؤسسات الشرعية للحركة، التي زكت قرار لم شمل التيار الاسلامي، الذي بلغ أوج حالات التشرذم خلال المرحلة الحالية، وقد برز ذلك جليا ولأول مرة من خلال غياب شخصيات إسلامية ثقيلة خلال الانتخابات الرئاسية الماضية• وفي رده على سؤال يتعلق بطبيعة الاشخاص الذين يعارضون عملية لم الشمل، أشار إلى أنهم نفس الاشخاص الذين تسببوا في الأزمة التي وقعت في صفوف النهضة سنة .1999 وفي ظل هذه المستجدات، تبقى عملية لم شتات التيار الاسلامي عبر عقد مؤتمر استثنائي لحركة النهضة وتسليم مقاليد الزعامة الى مؤسسها الأول، عبد الله جاب الله، مجرد أفكار ستثبت الأيام القادمة إمكانية تحويلها إلى حقيقة أم لا•