حضيت الروائية أحلام مستغانمي سهرة أول أمس بتكريمين خاصين من وزيرة الثقافة ووزير المجاهدين في حفل ساهر أحيته المطربة اللبنانية جاهدة وهبة على هامش معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الرابعة عشر.كرمت وزيرة الثقافة خليدة تومي سهرة أول أمس الروائية أحلام مستغانمي عن مسيرة أكثر من ربع قرن من العطاء الأدبي، ويعد هذا التكريم الأول من نوعه الذي تحضى به مستغانمي في الجزائر، أين منحتها تومي وسام استحقاق وشهادة تقدير عرفانا منها بمجهود كاتبة تعمدت طوال السهرة التي احتضنها فندق ''الأوراسي'' بالعاصمة مناداتها ب''صاحبة الجلالة''. وبدوره منح وزير المجاهدين محمد شريف عباس لصاحبة ''نسيان. كوم'' تكريما آخر تزامن مع الذكرى ال 55 لاندلاع الثورة التحريرية التي كان والدها أحد أبطالها على حد قول مستغانمي التي اختارت أن تكرم مرتدية ''الزي القسنطيني''. وافتتح الحفل الذي حضرته شخصيات دبلوماسية وأدبية وإعلامية، بكلمة الوزيرة تومي التي حملت كما هائلا من الإطراء والثناء والإعجاب بشخصية مستغانمي إلى الدرجة التي وصفتها فيها ب''صاحبة الجلالة والعظمة'' وهو الوصف الذي أثار دهشة واستغراب الحاضرين. وأكدت تومي أن هذا التكريم لن يكون حدثا عابرا في حياة ''صاحبة الجلالة''، كما أسمتها، بقدر ما ''سيترسخ في ذاكرة جسدها''. واعتبرت الوزيرة أن تكريم ''الجميلة مستغانمي'' كما وصفتها، هو تكريم للثقافة الجزائرية على اعتبار أن مستغانمي تعد واحدة من أبرز الأسماء التي عرفها الأدب العربي المعاصر حتى استحقت أن تكون ملكة الرواية العربية، حسب تومي التي بدت سعيدة وهي تمنح صاحبة الثلاثية ''برنوسا'' أبيضا ولوحة فنية وشهادة تقدير أثلجت صدر مستغانمي التي تناولت الكلمة لتفرغ ذاكرتها من ''أحمال ثلاثين عاما من الاغتراب في المشرق العربي'' الذي لم تتقن إلى اليوم لهجاته لتشبعها باللهجة الجزائرية التي لم تجد لها بديلا، كما جاء على لسانها. وراحت مستغانمي هنا ترسل بعضا من الألفاظ التي تعكس جزائريتها وانتماءها إلى أرض الوطن بعد ثلاثين عاما من الغربة حيث قالت ''واش راكم ولاد بلادي.. توحشتكم''. وبدت ''عروس الأوراسي'' متأثرة جدا وهي التي انتظرت طويلا أن تزف في بلدها، على حد قولها، حيث اعتلت منصة التكريم الذي صادف عيد ميلادها، مرتدية ''القندورة'' و''الخلخال'' و''المحرمة''، وقالت إنها تتقاسم هذا التكريم مع أدباء الجزائر وأعلامها على غرار أمين الزاوي وعز الدين ميهوبي اللذين كانا حاضرين، إلى جانب زهور ونيسي والطاهر وطار وياسمينة خضرا وواسيني الأعرج ورشيد بوجدرة وآخرين قالت عنهم أحلام إنهم ''هدية الله للوطن'' قبل أن تهدي ''عروس السهرة'' تكريمها إلى روح مالك بن النبي ومولود معمري ومالك حداد وكاتب ياسين ورضا حوحو الذين أسمتهم ب''العباقرة''. من جهة أخرى، اختارت المطربة اللبنانية جاهدة وهبة أن تكون حاضرة في عرس صديقتها أحلام الذي افتتحته بوصلة غنائية لعميد أغنية ''المالوف'' الحاج محمد الطاهر الفرقاني ''باسم الله نبدا كلامي.. قسنطينة هي غرامي'' لتحول بعدها بعضا فقرات روايتي ''نسيان. كوم'' و''فوضى الحواس'' إلى وصلات غنائية أبدعت جاهدة أو ''المجاهدة''، كما يحب أن يناديها المطرب اللبناني وديع الصافي، في أدائها كما تجاوب الحضور معها ومع موسيقى الفنان العراقي محمود جوادي الذي عزف مقطوعة موسيقية بآلة العود ترجمت بعضا مما كتبته مستغانمي في ثلاثيتها ''ذاكرة الجسد'' وفوضى الحواس'' و''عابر سرير''.