كرمت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي، بعد ثلاثين سنة من العطاء، وهذا أول أمس من طرف وزارة الثقافةووزارة المجاهدين على هامش فعاليات الطبعة الرابعة عشر للصالون الدولي للكتاب. وفي هذا السياق، ألقت وزيرة الثقافة بفندق الأوراسي الذي احتضن حفل التكريم، كلمة مطولة ذكرت فيها مناقب المبدعة الكبيرة أحلام مستغانمي فبدأت بإعطاء لقب الجلالة لأحلام ومن ثم لقبا ثانيا ألا وهو ملكة الرواية العربية، مضيفة أنها سعيدة لكونها أول وزير جزائري يكرم أحلام رسميا وإن جاء هذا التكريم متأخرا. تومي أضافت أن مستغانمي تلقت الكثير من التكريمات ولكنها كانت تنتظر ما يقوله فيها أهلها وعشيرتها فهي وإن هاجرت بقيت جزائرية حتى النخاع في جمالها وإبداعها وتمردها وعظمتها، مستأنفة قولها أن أحلام ليست كاتبة عادية بل هي عبقرية وحالة أدبية نادرة،أعادت للرواية العربية هيبتها وحضورها الجماهيري. واعتبرت تومي أنه من خلال تكريم السيدة أحلام مستغانمي، فإن الوزارة تكرم مسيرة حافلة بالعطاءات الجميلة، وتكرم نفسها لأن أحلام تمثل الجميع وكل ما هو جميل، مؤكدة في السياق ذاته أن صاحبة "ذاكرة الجسد" تمثل بطاقة هويتنا الثقافية، ابعد من ذلك فهي -حسب الوزيرة - سفيرتنا فوق العادة. أما أحلام فقد حيت الجميع بتحية "مساؤكم نوفمبر"، وهي ترتدي الفرقاني والمجوهرات التقليدية وعن هذا تقول: "أنا اليوم في كامل زينتي بمناسبة عرسي الذي انتظرته ثلاثين سنة كاملة" مضيفة: "آه يا جزائر، كم أبكيتني وكم أضحكتني، وكم أريد اليوم أن أؤكد على جزائريتي لأن الاغتراب شبهة". أحلام عبرت عن فرحتها وهي تكرم في شهر نوفمبر وبالأخص في اليوم الثاني منه والذي يشهد مواراة جثمان أبيها، اقرب الناس إلى قلبها، والذي غادر الحياة في الفاتح من هذا الشهر العظيم، وهوالمجاهد الذي علم أحلام كيف تحب وطنها وتدافع عنه. أحلام قالت أيضا أن الجزائر أعطت الكثير من الإبداع للعالم وباللغتين العربية والفرنسية، فكانت مقاومة الجزائر ليس بالسلاح فقط بل أيضا بالأقلام والتي تمثل لوحدها جيشا كاملا، مضيفة في السياق ذاته أن الأمم تباهي العالم بكتابها الذين يعتبرون رموزا لها. وأشارت صاحبة "نسيان كوم"،آخر إصداراتها، أن الكاتب الجزائري اعتاد أن يتلقى وسام التكريم على قبره وليس على صدره، مستطردة بقولها أنها موجودة الآن على منصة التكريم لان آخرين رحلوا وأن هذا الوسام مكانه الأصلي على صدر الأدب الجزائري بكل كتابه. أحلام أوصت المسؤولين بالاهتمام بالإحياء من الكتاب وبالائتمان على دماء من رحلوا، معتبرة أن الكاتب هدية من الله والمبدع ملك التاريخ وللتاريخ ذاكرة معلنة انها تتقاسم هذا التكريم مع كل من رفع من شأن الجزائر، وفي الأخير شكرت الكاتبة مبادرة بلدها في تكريم الكتاب كما طالبت أن يكون الكاتب في منزلة إعطاء حق الرأي في بلده وهو أكبر تكريم له حسبها. ومنحت وزارة الثقافة برنوسا ولوحة تشكيلية لأحلام كما قدمت وزارة المجاهدين بدورها لوحة فنية لأحلام لتختم السهرة بحفل فني أحيته الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة التي قدمت باقة من أغانيها حول الحب والتضحية والاستشهاد كما قدمت مرة تلو الأخرى مقتطفات من نصوص عمل "ذاكرة الجسد" لصديقتها الكاتبة أحلام مستغانمي.