تصوير: حفيظ بوفدش أشرفت، سهرة أول أمس، وزيرة الثقافية خليدة تومي على حفل تكريم الكاتبة المغتربة أحلام مستغانمي بحضور عدد من الوزراء والكتاب والسفراء والإعلاميين. وعبرت الوزيرة في كلمتها بالمناسبة عن سعادتها كونها "أول وزير جزائري للثقافة" يهدي مستغانمي أول تكريم رسمي لها في بلدها بعد 30 عاما من اعتلائها عرش الرواية العربية... * حيث لم تتوان تومي في تلقيب أحلام "بملكة الرواية العربية" و"صاحبة الجلالة"، اعترافا لها بما قدمته للأدب والثقافية الجزائرية خاصة، والعربية عامة حيث "صارت اليوم ظاهرة أدبية". واعتبرت تومي ذلك من واجب الجزائر في استدراك تأخرها في تكريم إحدى أبرز الوجوه في عالم الثقافة والأدب، كما اعتبرت الوزير هذا التكريم جزءا من الاعتراف بابنة "المجاهد الشريف محمد". * من جهتها عبّرت المكرَّمة أن اعتراف بلدها الرسمي بها لأول مرة له وقع خاص على قلبها لذا "جاءت في كامل زينتها ومصاغها حتى تزف عروسا للأدب الجزائري". وأضافت، خلال الكلمة التي قرأتها، أنها برغم سنوات الغربة ما يزال وقع اللهجة الجزائرية عليها وقعا خاصا كلما تجولت في شوارع بيروت تفضحها هذه اللهجة التي احتلتها لسنوات وسكنتها وتتشبث بها كهويتها الجزائرية التي جاءت لتؤكدها للجزائريين "كانت المسافة شاقة والوقت طويلا 30 سنة لبلوغ هذه المنصة، لكن لا يهم المهم وصلت"، هكذا عبرت أحلام عن سعاتها أيضا، كونها تهدي هذا التكريم لوالدها المجاهد الراحل الشريف محمد مستغانمي الذي "علمها العربية وجعل المشارقة يتعجبون بجزائرية من جيل الاستقلال تتقن العربية وتكتب بها بكل هذا التألق". دون أن تنسى التذكير بمسار الكتاب الذين يستحقون التكريم والاعتراف "فالجزائر البلد الذي ينجب الأقلام كما ينجب البنادق" وأضافت "تمنيت لو كان هذا التكريم على القبور العارية والباردة للمبدعين المناسبة التي وسمت فيها صاحبة الثلاثية من طرف وزارة الثقافة ووزارة المجاهدين تميزت بالحفل الذي احيته المطربة اللبنانية جاهدة وهبه التي أدت جملة من أغانيها المقتبسة من أعمال مستغانمي من ذاكرة الجسد الى كتابها الأخير "نسيان كوم"، حيث قدمت صاحبة الحنجرة الذهبية التي أعادت الحضور الى زمن الفن الأصيل مثل مذهول به لتراب، وليلة القدر وقسنطينة هي غرامي، كما قدم عازف العود العراقي محمود جواد سعد نصوصا من ذاكرة الجسد موسيقيا معبرا من خلالها عن "صعوبة وعظمة أن يكون الإنسان مرتبطا بجزائرية بكل ما تعنيه من عزة وشموخ".