علمت ''البلاد'' من مصادر خاصة أن النقابة الوطنية للناشرين ستعقد اجتماعا استثنائيا بعد اختتام صالون الكتاب لتقييم التظاهرة التي عرفت قبيل انطلاقها، موجه سخط عارمة بعد قرار تحويلها إلى المركب الأولمبي 5 جويلية. تشير الأصداء الواردة من بيت الناشرين الجزائريين إلى أن النقابة ستجتمع قريبا جدا لصياغة ''تقرير أسود'' عن معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي اشتكى فيه العديد من العارضين من الضرر الذي لحقهم جراء الرطوبة العالية التي أتت على المئات من الكتب في أجنحة ''الخيمة'' التي تحتضن المعرض. وتشير ذات المصادر إلى أن ناشرين جزائريين منضوون تحت لواء النقابة، سيدرجون نقاطا وصفت ب''السلبية جدا'' عن المعرض لرفعها إلى وزيرة الثقافة خليدة تومي. وعرفت الأسابيع الأخيرة حربا كلامية بين محافظ الصالون إسماعيل أمزيان والنقابة الوطنية للناشرين التي اتهمته ب''التفرد في اتخاذ القرارات وإهمال النقابة التي تعد شريكا في التظاهرة'' بينما دافع أمزيان عن قراراته وقال إنه وقع ضحية ''تعثر المفاوضات'' بين إدارة قصر المعارض ومحافظة الصالون بسبب الإجراءات المالية الجديدة المتعلقة بسعر كراء الأجنحة مما أدى لنقله إلى مكان جديد. وأثار قرار نقل معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الرابعة عشر التي تختتم فعالياتها غدا، إلى المركب الأولمبي 5 جويلية موجة استياء واسعة بين الناشرين الذين تخوفوا من فشل التظاهرة في المكان الجديد في وقت قال فيه محافظ الصالون إسماعيل أمزيان إنه كان مجبرا على هذه الخطوة بسبب الشروط التعجيزية التي فرضتها إدارة ''سافكس'' التي اتهمها بتأخير المفاوضات الثنائية. وأرجع أمزيان دوافع قراره إلى ''الإجراءات البيروقراطية التي فرضتها إدارة قصر المعارض'' وأنه ''كان مستحيلا الاستمرار في المفاوضات التي كانت ستأخذ وقتا طويلا والصالون على الأبواب. وأكثر من ذلك، اتهم أمزيان إدارة قصر المعارض بفرض بنود جديدة في عقود استغلال أجنحة ''سافكس'' لتنظيم صالون الكتاب ''تتجاوز صلاحياته'' على غرار تسوية الأمور المالية مع ''سافكس'' أسبوعا قبل بداية الصالون إضافة إلى إجبار العارضين دفع ديونهم إلى جانب تطبيق ''أسعار خيالية'' على مساحات العرض، حيث بلغ سعر المتر المربع الواحد، حسب تصريحات أمزيان، قرابة 6400 دينار في حين يبلغ سعر إيجار مخزن واحد 60 ألف دينار لليوم الواحد وهي الأرقام التي كذبتها إدارة قصر المعارض جملة وتفصيلا وأكدت أن مبلغ 60 ألف دينار يمثل قيمة الإيجار طوال أيام معرض الكتاب. من جهة أخرى، ترد إدارة قصر المعارض على اتهامات إسماعيل أمزيان بالقول إنها حاولت في أكثر من مرة تلطيف الأجواء واقتراح حلول ترضي الطرفين، وهو ما نفاه أمزيان الذي قرر أخيرا نقل المعرض إلى مكان جديد. يذكر أن الطبعة الرابعة عشر لصالون الجزائر الدولي للكتاب التي أقيمت على شرف القدس في إطار احتفالية ''القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية''، شهدت حضور أزيد من 550 ناشرا عن 25 دولة ويشارك فيه أزيد من 550 ناشرا عن 27 بلدا. وجمعت هذه الطبعة عددا أقل من العارضين بالمقارنة مع السنة الماضية. كما عرفت التظاهرة تنظيم العديد من النشاطات والندوات الفكرية التي تناولت قطاع النشر ومشاكل الرواية العربية.