سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد الضجة التي أثارها قرار سحب البساط من سنال: تومي تشكل لجنة لتنظيم المعارض الدولية تضم النقابات الثلاث بروز تنظيم جديد بزعامة بن نعمان وكرسي مركز الكتاب يشعل الحرب
علمت ''البلاد'' من مصادر خاصة أن الاجتماعات الأخيرة التي عقدتها وزارة الثقافة مع ''سنال'' و''فوروم الناشرين'' و''مهنيي الكتاب'' حول تنظيم المعارض الدولية أفضت إلى تشكيل لجنة خاصة تضم ممثلي النقابات الثلاث الوزارة عوض تكليف المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بتنظيم المشاركات الجزائرية دوليا.وضعت وزارة الثقافة حدا للجدل الكبير الذي أثاره قرارها الأخير المتعلق باحتكارها للجوانب التنظيمية للمشاركات الجزائرية في المعارض الدولية من خلال المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية والرفض الذي رافق القرار من قبل النقابة الوطنية للناشرين ''سنال'' الذي اعتبرته ''دوسا على القانون''. وحسب المصادر التي أوردتنا الخبر فإن وزارة الثقافة اقترحت خلال الاجتماعات الأخيرة مع الناشرين ممثلين في ''سنال'' و''نقابة مهنيي الكتاب'' والتنظيم الجديد ''فوروم الناشرين'' الذي يرأسه إسماعيل أمزيان، تشكيل لجنة جديدة تضم ممثلين عنهم إلى جانب ممثلين عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية. وتسند إلى هذه اللجنة مهام تنظيم المشاركات الجزائرية في معارض الكتاب الدولية، وهو الاقتراح الذي لاقى قبول واستحسان الناشرين رغم تحفظ بعضهم حول الأمر. واستفسرت ''البلاد'' أمس في اتصال مع رئيس النقابة الوطنية للناشرين بالنيابة فيصل هومة عن طبيعة اللجنة الجديدة، فأكد لنا المتحدث بأن ''وزارة الثقافة فعلا شكلت هذه اللجنة وهو ما يدل على رغبتها في التعامل مع الناشرين'' مضيفا بأن ''قطاع الكتاب لم يعرف انتعاشا إلا خلال العشرية الأخيرة، كما أن النقابة الوطنية للناشرين لا تريد ممارسة السياسة بالقدر الذي يهمها خدمة قطاع الكتاب''. وكانت وزارة الثقافة قد أصدرت في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، قرار يقضي باحتكار الجوانب التنظيمية والإشراف على المشاركات الجزائرية في المعارض الدولية ووضعها تحت تصرفها من خلال المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية التي تعد أحد أكبر الشركات العمومية المصنعة للكتاب في الجزائر. وحسب هذا القرار فإن ''الإداريين'' سيتولون مهمة التعريف بالكتاب الجزائري ويعوضون الناشرين الذين يجب عليهم تسليم كتبهم إلى المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية قبل مواعيد المعارض الدولية وانتظار انتهاء هذه المعارض للحصول على ما تبقى من كتبهم. وقبل هذا القرار، كانت النقابة الوطنية للناشرين ''السنال'' بدعم من الوزارة، الجهة المشرفة على المشاركة الجزائرية في صالونات الكتاب الدولية مثلما هو معمول به في مختلف دول العالم من باب أنه من وظيفة الناشر التعريف بالكتاب وتسويقه دوليا ومحليا كونه صاحب المنتوج، في حين تتكفل الوزارة بدعم المشاركة بالنظر إلى أنها ممثلة البلد المشارك. وأثار القرار موجة سخط واسعة لدى الناشرين الذين اعتبروا بأن هذا القرار سيحول دور النشر الجزائرية على مجرد ''مصانع'' تنتج الكتاب ولا علاقة لها بتسويقه. ومن جانبها اعتبرت النقابة الوطنية للناشرين التي يرأسها مدير ''دار الحكمة'' أحمد ماضي بأن خطوة وزارة الثقافة غير مسؤولة كونها يجب عليها التعامل مع الشريك الاجتماعي ممثلا في ''السنال''، كما أن وزارة الثقافة ''لا تستطيع بأي حال من الأحوال تمثيل الناشرين في مختلف التظاهرات والمعارض لأنهم ليسوا موظفين لديها''. في حين ردت وزارة الثقافة وقالت إن تنظيم ماضي لايحق له الكلام باسم الناشرين لأنه لا يمثلهم كلهم. على صعيد آخر، علمت ''البلاد'' من مصادر مطلعة بأن مدير ''دار الأمة'' حسان بن نعمان ومدير ''دار الفكر العربي'' محمد الجهماني يحضران حاليا لتأسيس نقابة جديدة تجمع ناشرين معارضين لتوجهات نقابة ''سنال'' و''فوروم الناشرين''. وحسب مصادرنا فإن ''جماعة بن نعمان'' فضلت الذهاب إلى تأسيس تنظيم جديد بدل الانضمام إلى ''فوروم إسماعيل أمزيان'' كونه يجمع سوى الناشرين الفرانكوفونيين الذين لا يتفق معهم جناح بن نعمان المحسوب على التيار المعرب. وربطت بعض المصادر بروز نقابات جديدة في أوساط الناشرين بالتحضير لتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية والتنافس الذي ظهر على ''مشاريع الكتاب'' من قبل الناشرين، إلى جانب محاولة هؤلاء للظفر بمقاعد ''سيادية'' في المركز الوطني للكتاب الذي استحدث مؤخرا.