في سابقة غير متوقعة، كشف رئيس نقابة الناشرين أحمد ماضي ل''البلاد'' أنه تم تمديد أيام معرض الكتاب وهو الخبر الذي استغربه العارضون الذين نفوا علمهم به. جاء كلام ماضي أثناء قيامنا بجولة تفقدية للصالون في يومه ما قبل الأخير لرصد آراء العارضين وتقييمهم للطبعة الرابعة عشر لصالون الكتاب الذي شهد جدلا كبيرا على خلفية تغيير مكانه والتبعات التي رافقت ذلك. حيث قال ماضي أثناء تواجدنا بجناح ''دار الحكمة'' وبالحرف الواحد ''ماسمعتوش.. لقد تم تمديد معرض الكتاب'' دون إعطاء توضيحات أخرى. وحاولنا استيضاح الأمر من العارضين، غير أننا فوجئنا بعدم علم العديد منهم بقرار كهذا. واقتربت ''البلاد'' من بعض العارضين في الصالون الجزائر الدولي للكتاب ورصدت آراءهم قبيل اختتام التظاهرة؛ حيث تباينت الآراء بين الرضى والاستياء والنقد لمجمل التحضيرات التي أجمع غالبية من تحدثنا إليهم على أنها لم تكن في مستوى التظاهرة الثقافية التي عرفت إقبالا منقطع النظير للجماهير بمختلف توجهاتها السياسية والأدبية والعلمية والترفيهية بصرف النظر عن المكان الجديد للصالون الذي لم يثن قطاعا واسعا من القراء ومحبي الكتاب من زيارة ''الخيمة الأمزيانية'' التي دخلناها بعد عناء وجهد كبيرين سببهما زحمة المرور واكتظاظ المكان بالجماهير التي توافدت بكثرة على المعرض في يومه ما قبل الأخير. بعض العارضين فضلوا التعبير عن فرحتهم لانتهاء ''العناء الكبير'' الذي فرضه تغيير مكان الصالون الذي أكدوا أنه لم يكن في مستوى أهمية الكتاب وإقبال الزوار عليه. وهو الرأي الذي لمسناه في الجناح الإفريقي الذي التحق عارضوه متأخرين بأربعة أيام بعد انطلاق التظاهرة، حيث أعرب لنا الفنان الكونغولي ''جون كلود شاغلي ماليلا'' عن استياء كبير سببه قلة الإمكانيات وسوء التحضير للمعرض، على حد تعبيره، ليضيف أنه تفاجأ بضعف مستوى التجهيزات على عكس تلك التي شاهدها من خلال مشاركته في فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، وأكد على عدم رضاه وتذمره الشديد من دعوته للمشاركة في التظاهرات الفنية والثقافية التي أقيمت على هامش الصالون، وهي تظاهرات، يقول المتحدث، أقيمت دون تحضير مسبق يليق بمستوى اسمه في مجال الأغنية الإفريقية، كما جاء على لسانه. وعلى بعد بضع أمتار شد انتباهنا شعار ''الحكمة ضالة المؤمن.. ودار الحكمة ضالة رجال الفكر والمثقفين'' الذي اتخذته ''دار الحكمة'' الجزائرية عنوانا لجناحها، اقتربنا من مدير الدار والرئيس الجديد لنقابة الناشرين أحمد ماضي، غير أنه امتنع عن الإدلاء بأي تصريح حول تقييمه للصالون واكتفى بالقول ''إن المعرض تم تمديده'' واعتذر عن إعطاء أي تفاصيل كونه ''منشغل جدا'' ليحيلنا إلى مسؤولة الجناح الآنسة ''أسماء'' التي أكدت لنا أن الإقبال كان كبيرا على جناح ''دار الحكمة'' من مواطنين ووزراء وكتاب ومثقفين، وأضافت أن غالبية الزوار لم تهمهم أسعار الكتاب بقدر ما همهم مضمونه. عدا ذلك، سردت المتحدثة على مسامعنا جملة المشاكل والعراقيل التي واجهت الجناح والتي كان أهمها مشكل الرطوبة التي أتلفت العشرات من الكتب، كما كشفت أنها أصيبت بتسمم غذائي سببه ''ساندويش شوارما'' كانت قد ابتاعته من ''مطاعم الصالون''. انتقلنا بعدها إلى جناح المملكة السعودية، حيث رفض ممثل الجناح الحديث إلينا وقال بلهجة غاضبة ''مالي نفس للصحافة''. من جهة أخرى، كان رأي ممثل ''دار المعارف'' اللبنانية أقل حدة من الآراء الأخرى حيث قال إن صالون الكتاب هذا العام عرف إقبالا واسعا رغم المشاكل التنظيمية وأضاف ''لا أستطيع الجزم بنجاح أو فشل الصالون لكن أعتقد أنه كان مقبولا نوعا ما بالنظر إلى العدد الكبير من الزوار وهذا هو الأساس'' وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه ممثل ''دار الشروق'' المصرية الذي أكد أن الصالون من حيث الإقبال كان ناجحا لولا مشكل الرطوبة وبعد المكان عن الفنادق والمشاكل على مستوى الجمارك. حسب المتحدث.