وصل عناصر الشرطة التركية مقنعين ومسلحين بالهراوات في الساعات الأولى من صباح أمس، فيما كان المتظاهرون غارقين في النوم تحت الخيم التي نصبوها في حديقة جيزي وساحة تقسيم، ليستفيقوا على قنابل الغاز المسيل للدموع التي أنذرتهم بأن الهجوم قد بدأ. ولا أحد كان يعلم أن بعد سبع عشرة ساعة ستكون ساحة تقسيم وجوارها ساحة للمواجهات؛ ففي الساعة 7.30 صباحا انتشر عناصر الشرطة بالمئات عند طرفي الساحة بعد أن تغيبوا عنها منذ أسبوع، لكنهم عادوا عشية لقاء مرتقب بين رئيس الحكومة "الإسلامية المحافظة" أردوغان وممثلين عن الحركة الاحتجاجية بعد اثني عشر يوما من الأزمة السياسية. واجتاح عناصر الشرطة مركز أتاتورك الثقافي القديم، وهو مبنى أسود أشبه بشاهدة قبر عملاقة. وانتزعوا منه عشرات اللافتات والصور التي كانت ملصقة على واجهته. وقبل ذلك، عاد الهدوء الليلة ما قبل الماضية إلى ميدان تقسيم بوسط إسطنبول بعد عشرين ساعة من المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين. وتتزامن هذه التطورات مع دعوة البيت الأبيض الأمريكي مختلف الأطراف في تركيا للحوار لحل المشكلات بين أردوغان ومعارضيه، قائلا إنه يتابع بقلق مجريات الأحداث هناك. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن شرطة مكافحة الشغب أطلقت آخر قنابلها المدمعة عند الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش، لافتة إلى أن شاحنات نقل القمامة أنهت جمع ما كان يحويه الميدان من آثار المصادمات، وبدأت تنظيف الميدان. وكانت مدينتا إسطنبول وأنقرة قد شهدتا مواجهات مع قوات الشرطة، حيث لجأت الشرطة إلى استخدام القنابل المدمعة وخراطيم المياه لتفريق محتجين بالقرب من السفارة الأمريكية بأنقرة، بينما تجددت الاشتباكات مع المحتجين في ميدان تقسيم.