يقوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء بزيارة للجزائر أين سيلتقي عدد من المسؤولين، إلا أن زيارة أردوغان هاته التي تعد الثانية من نوعها إلى الجزائر، تأتي في ظروف خاصة تشهدها أنقرة، حيث ترك رئيس الوزراء التركي بلده غارقة في احتجاجات تعد الأعنف في تركيا، والتي جوبهت بعنف منقطع النظير من طرف الأمن ما أسفر عن عدد معتبر من الاصابات، الأمر الذي يضع الطيب أردوغان في موقف حرج لأنه ياما دافع عن الإحتجاجات في الاوطان العربية وطالب بعدم قمعها والإستماع لخيار الشعب، إلا انه لم يطبق مواعظه، وقابل مطالب شعبه بالهراوة، الماء الساخن، والغاز المسيل للدموع، إضافة إلى الرصاص المطاطي... وسيجري أردوغان خلال زيارته التي تعد الثانية من نوعها إلى الجزائر ، مباحثات مع عدد من المسؤولين ، على رأسهم رئيس الوزراء عبد المالك سلال، أين سيتم تناول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة الاقتصادية، وبحث آخر التطورات في المنطقة وخاصة الأزمة السورية. يذكر أنه أكثر من 200 شركة تركية سوف تشارك في منتدى أعمال جزائري – تركي، الذي يقام على هامش زيارة أردوغان، حيث سيتم مناقشة سبل تنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات البناء و الأشغال العمومية والري والطاقة والنسيج والفلاحة وصناعة السيارات والمنتجات الكيمائية والآلات والتجهيزات. وتتواصل الاحتجاجات التي بدأت في اسطنبول الجمعة أين أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنع المزيد من المحتجين من الوصول إلى ساحة "تقسيم" بوسط المدينة. ودفعت الاشتباكات في اسطنبول إلى تنظيم مظاهرات في مدن أخرى لتتحول إلى أعنف احتجاجات ضد حكومة اردوغان منذ سنوات. وقد أدت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلى إصابة العشرات، بينما أشارت تقارير إعلامية إلى أن عدد المصابين في إسطنبول قد تجاوز 100 شخص. وتجمع آلاف المحتجين الأتراك في الشوارع المحيطة بساحة "تقسيم" في وسط اسطنبول، في حين تفجرت احتجاجات في العاصمة أنقرة وفي مدينة إزمير المطلة على بحر إيجه. يذكر أن الاضطرابات الحالية تعكس استياء متزايدا من حكم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم. وبدأت مظاهرة يوم الجمعة في ساحة "تقسيم" احتجاجا على خطة الحكومة الخاصة بتطوير الساحة واجتثاث أشجار في حديقة "جيزي". وأصر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على الدفاع عن قرار الحكومة الخاص بتطوير ساحة "تقسيم"، قائلا "مهما تفعلون إننا اتخذنا قرارنا وسننفذه".
واندلاع الاحتجاجات الحالية في تركيا ليس مفاجئا، اذ كانت شرطة مكافحة الشغب قد اشتبكت مع عشرات الآلاف من المحتجين في عيد العمال في اسطنبول في الأول من ماي الحالي. كما وقعت احتجاجات ضد موقف الحكومة من الأزمة السورية.