اجتمع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في مدينة بنغازي شرقي البلاد بوزراء الحكومة المؤقتة وأعضاء من المؤتمر الوطني وقيادات عسكرية ومدنية من أجل مناقشة خطط إصلاحية تتعلق بأمن المدينة. وقال زيدان بعد الاجتماع إنه أوعز بتزويد مدينة بنغازي بعدد من المدرعات وصل بعضها وسيصل البعض الآخر خلال الأيام القادمة، مضيفا أنه أمر كذلك بتزويد الشرطة بعدد من التجهيزات والستر الواقية للرصاص والذخائر والأسلحة وعدد من المركبات. وأشار إلى أن دعم الشرطة في المدينة سيستمر، وستتم كذلك تقوية وتفعيل الغرفة الأمنية التي تتكون من قوات الجيش والشرطة والمخابرات والصاعقة. ويأتي اجتماع رئاسة الوزراء في بنغازي على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة مؤخرا. وكان ستة من قوات الصاعقة الليبية قتلوا وأصيب خمسة آخرون خلال تصديهم لهجوم كبير شنته مجموعات مسلحة مجهولة على عدة مقرات ومعسكرات تابعة للجيش ولمديرية الأمن الوطني في مدينة بنغازي. وشهدت بنغازي في التاسع من الشهر الجاري يوما عصيبا عندما قُتل 33 شخصا وأصيب العشرات أثناء احتجاج كان ينظمه ليبيون بعضهم مسلح أمام مقرات تابعة للواء درع ليبيا، وهي قوة مليشيا مسلحة غير نظامية تؤازر الحكومة. وقال شهود عيان أمس إن عناصر من القوات الخاصة انتشرت في المدينة وتقوم بدوريات في الشوارع التي عاد إليها الهدوء. كما قتل مسلحون مجهولون بالرصاص أول أمس في مدينة درنة شرقي البلاد القاضي محمد هويدي أثناء خروجه من مقر المحكمة. وجاء ذلك بعد استئناف المحكمة عملها في المدينة لأول مرة منذ إسقاط نظام العقيد معمر القذافي. وربط أقارب القاضي القتيل عملية الاغتيال برفض بعض الناس في المدينة لاستئناف عمل المحاكم ورغبتهم في تطبيق الشريعة. يشار إلى أن الحكم الجديد في ليبيا لم ينجح في نزع السلاح وحل المليشيات السابقة التي تفرض قوانينها في البلاد وتسعى إلى تشريع البعض منها رغم معارضة القسم الأكبر من السكان. ووسط هذه الإضرابات الأمنية، قرر المؤتمر الوطني العام تأجيل تصويت لاختيار خلف لرئيسه محمد المقريف الذي استقال يوم 28 ماي الماضي بعد صدور قانون العزل السياسي.