أعلنت السلطات الليبية أنها قررت حل جميع المليشيات والمعسكرات غير المنضوية تحت سلطة الدولة، وذلك غداة تمرد سكان بنغازي شرقي البلاد على هذه المليشيات. وقال رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف -وهو يتلو بيانا في بنغازي- إنه «تقرر حل كافة الكتائب والمعسكرات التي لا تنضوي تحت شرعية الدولة»، مضيفا أن السلطات قررت أيضا «تشكيل غرفة عمليات أمنية مشتركة في بنغازي من الجيش الليبي والأمن الوطني والكتائب المنضوية تحته». وأوضح أنه تقرر «تكليف رئاسة الأركان بتفعيل سيطرتها على الكتائب والمعسكرات المنضوية تحتها عن طريق قيادة تمثل قيادة الأركان في هذه الكتائب، تمهيدا لدمجها بالكامل في مؤسسات الدولة». وقال المقريف أيضا إن السلطات قررت تعيين قاض للتحقيق في أعمال العنف التي شهدتها بنغازي الجمعة، مشيرا إلى أن هذه القرارات اتخذت في ختام عدة اجتماعات مع رئيس الحكومة المقبلة مصطفى أبو شاقور ومدير المخابرات سالم الحاسي ورئيس الأركان يوسف المغوش، بالإضافة إلى أعضاء المجلس المحلي في بنغازي وبالتنسيق مع المؤتمر الوطني العام. ورحبت الولاياتالمتحدة بسيطرة مئات المدنيين في ليبيا على مقار مليشيات مسلحة، في وقت عاد فيه الهدوء إلى بنغازي التي شهدت موجة عنف أوقعت 17 قتيلا على الأقل، وسط دعوات حكومية للتفريق بين المجموعات «غير الشرعية» وتلك الخاضعة لسلطة الدولة. ورحبت واشنطن بما اعتبرته إشارة واضحة إلى أن الليبيين غير مستعدين للسماح بهيمنة من سمتهم المتطرفين، حسب وصف المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست. وقال أرنست إن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى في الاحتجاجات «إشارة واضحة من الشعب الليبي إلى أنه لن يبدل طغيان حاكم مستبد بطغيان الغوغاء». وقال الاختصاصي في الشأن الليبي جاسون باك لوكالة الأنباء الفرنسية إن احتجاجات السكان قد تمنح السلطات الشجاعة ل«اقتلاع هذه الجماعات (المسلحة) من النسيج السياسي الليبي». وسيطر مدنيون مدعومون بعناصر من الجيش في بنغازي الجمعة الماضي، على مقرات كتيبة «أنصار الشريعة»، بينها مقرها وسط المدينة الذي تعرض للحرق والتخريب والنهب، ومستشفى الجلاء الذي انسحبت منه المليشيا، وبات يخضع للشرطة العسكرية. وفي بنغازي أيضا سقط 17 قتيلا في معارك جرت بين مدنيين مدعومين بعناصر من الأمن ومليشيا أخرى هي كتيبة راف الله سحاتي، ستة منهم من الأمن، قال مصدر طبي إنهم أعدموا بعيارات نارية أطلقت عليهم في الرأس. وانتهى الأمر بكتيبة راف الله سحاتي إلى الانسحاب من الثكنة بأسلحتها الثقيلة، قبل أن تعلن على صفحتها على فيسبوك أنها عادت إلى هذا المقر. من ناحية أخرى، تحدث تقارير عن 57 شخصا جرحوا و50 فقدوا في الاشتباكات، التي شهدت سيطرة بعض المهاجمين على أسلحة وذخيرة وحواسيب تعود لكتيبة راف الله سحاتي، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وتحدثت وكالة «رويترز» من جهتها عن انسحاب اثنتين من المليشيات الرئيسية في درنة شرقا من خمس قواعد في المدينة. ويتعلق الأمر -حسب ما نقلته الوكالة عن أحد سكان درنة ممن شاركوا في الاحتجاجات- بمليشيا «أبو سليم»، ومليشيا «أنصار الشريعة». واتهم مسؤولون ليبيون وأمريكيون أنصار الشريعة بالضلوع في هجوم ببنغازي قبل 11 يوما قتل فيه السفير الأميركي مع ثلاثة دبلوماسيين، وهو ما تنفيه المجموعة المسلحة، التي تقول إن انسحابها من قواعدها جاء حفاظا على أمن السكان.