أعلن حمد البرغثي وزير الدفاع الليبي استقالته أمس احتجاجا على ما وصفه ب"الاعتداء على الديمقراطية" بعد محاصرة مسلحين ليبيين لعدد من الوزارات الليبية، والبرغثي أول وزير يستقيل بسبب أزمة الحصار حيث رفضت مجموعات مسلحة رفع حصارها حتى بعد أن أيد البرلمان الليبي الأحد الماضي قانون العزل السياسي وهو مطلب المسلحين الرئيسي. وقال البرغثى إنه لن يقبل أبدا أن تمارس السياسة بقوة السلاح واصفا هذا بأنه اعتداء على الديمقراطية التي أقسم أن يحميها، وواصلت المجموعات والميليشيات المسلحة في ليبيا أمس محاصرة مقرات عدد من الوزارات في العاصمة طرابلس على الرغم من إقرار المؤتمر الوطني الليبي العام "البرلمان" قانون العزل السياسي، ويطالب المعتصمون الذين يحاصرون وزارتي الخارجية والعدل لليوم العاشر على التوالي بإقالة الحكومة المؤقتة رغم إقرار المؤتمر الوطني العام الأحد الماضي قانون العزل السياسي والإداري حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية، كما يطالب المعتصمون بإضافة القانون إلى دستور ليبيا القادم حتى يكون غير قابل للإلغاء أو الطعن فيه أمام المحكمة العليا في المستقبل ، ويحظر "قانون العزل" أي شخص تولى منصبا كبيرا أثناء حكم العقيد الراحل معمر القذافي من شغل مناصب في الإدارة الجديدة، وأكد المعتصمون المسلحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مواصلة تطويق المقرين الحكوميين حتى يتم سحب الثقة من الحكومة المؤقتة برئاسة علي زيدان بحسب المصدر، وقال أسامة كعبار أحد قادة حركة الاحتجاج القريبة من الاسلاميين والمرشح الخاسر لمنصب رئيس الوزراء "نحن مصممون على مواصلة تحركنا حتى رحيل علي زيدان لكن كعبار وهو عضو "تنسيقية العزل السياسي" ونائب رئيس المجلس الاعلى للثوار الليبيين، أعلن ان "تبني قانون العزل السياسي يشكل خطوة كبيرة على الطريق الصحيح، لكننا سنأخذ وقتنا لدراسة بعض النقاط في هذا القانون"، وأكد "من جهة اخرى" العزم على اسقاط حكومة علي زيدان"، متهما رئيس الوزراء ب"استفزاز الثوار" المتمردين السابقين الذين قاتلوا نظام معمر القذافي وبتشكيل قوة لإجلائهم من العاصمة، وأكد مسلحون الأحد الماضي انسحابهم من محيط الوزارتين بعد تبني المؤتمر الوطني العام قانون العزل السياسي بحق مسؤولي نظام معمر القذافي السابق، والقانون الذي تم تبنيه تحت ضغط مليشيات مسلحة مكونة من ثوار سابقين قاتلوا قوات نظام القذافي يقصي من الحياة السياسية الكثير من مسؤولي البلاد مثل رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف والعديد من النواب الحاليين لكن ليس علي زيدان الذي عمل دبلوماسيا في ظل النظام السابق. من جهة أخرى أفادت مصادر أمنية بأن مجموعة ليبية مسلحة اغتالت ضابطاً من القوات الخاصة عقب خروجه من منزله في مدينه بنغازي وأوضحت المصادر مساء أمس الأول "أن مجموعة مسلحة قامت باغتيال فضل الككلي قائد سرية الانضباط بمشاة البحرية التابعة للقوات الخاصة بالمحور الشمالي، عقب خروجه من منزله بمدينة بنغازي " شرق ليبيا" عندما قامت سيارة ليبية مجهولة بإرسال وابل من الرصاص وأردته قتيلا على الفور" وفق "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، وأضافت المصادر أن "الفقيد رجل وطني شريف ولا يحمل عداوات مع اي شخص، وهو بذلك يضاف الي قائمه المغدور بهم الحصرية في مدينه بنغازي والتي باتت تعرف بقائمه تصفيات رجال الجيش والشرطة الليبيين الشرفاء، للإشارة فقد فشلت السلطات الليبية حتى الآن في تشكيل جيش وشرطة منذ نهاية النزاع في أكتوبر 2011 وفي السيطرة على المليشيات المسلحة التي تتحرك بلا رادع في البلاد، فيما أعربت وزارة الخارجية الأميركية مجددا عن "قلقها حيال الميليشيات" وحثت الحكومة الليبية على "مراقبتها".