على عكس ما كان متوقعا ومنتظرا، مرت أشغال دورة المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أول أمس، بتعاضدية البناء بزرالدة، دون حدوث أي مناوشات أو انزلاقات، بين الأجنحة المتصارعة داخل الحزب على صاحب الأحقية في القيادة، ممثلة أساسا في جناح الأمين العام الأسبق أحمد أويحيى، وجناح الوزير الأسبق يحيى ڤيدوم. وخلصت نفس الأجنحة إلى "توافق" بتحديد تاريخ 26 و27 و28 من شهر ديسمبر المقبل لعقد المؤتمر الرابع ل "الأرندي"، حيث تمّ تنصيب لجنة تحضير المؤتمر وتعيين بن صالح رئيسا لهذه اللجنة، التي ستكون مهمتها محددة في التحضير لانتخاب خليفة الأمين العام الأسبق أحمد أويحيى. وفهمت طريقة إدارة أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، على أنّها بداية استرجاع الأرندي للبوصلة بعدما مرت أكثر من أربعة أشهر على استقالة أويحيى وتعيين بن صالح أمينا عاما بالنيابة، مع ما شاب هذه الفترة من شد وجذب بين القيادات. فلم يكن يتوقع كثيرون أن يرضى ڤيدوم ببن صالح رئيسا للجنة تحضير المؤتمر، وهو الذي طالب قبل أيام فقط برأس الرجل واعتبر أنّ الحزب ازداد تراجعا على كافة المستويات في فترة قيادة بن صالح، بل ووصل به الأمر لتبني قناعة أنّ بن صالح لم يعد الرجل المناسب لإنقاذ الأرندي، إذا ما اعتبرنا أنّ مرحلة إنقاذ الأرندي تبدأ اليوم في مهمة لجنة التحضير للمؤتمر الرابع الذي ستتمخض عنه قيادة جديدة. وكانت الأحاديث الجانبية داخل قاعة تعاضدية البناء تدور حول أسماء مطروحة لخلافة أحمد أويحيى على عرش مقر بن عكنون، وكان لاسم الوزير الأسبق أبو بكر بن بوزيد الحظ الأوفر من أحاديث المناضلين، خاصة بعدما شاهد الجميع بروتوكول استقبال الرجل لدى قدومه في سيارة "مدرعة" رفقة موكب أمني ضخم قياسا بمنصبه الحالي كسيناتور بمجلس الأمة، حيث استقبله الوزير شريف رحماني، قبل أن يتوجه الاثنان مباشرة لقاعة يتواجد بها عبد القادر بن صالح، ويلتحق بهم بعد ذلك يحيى ڤيدوم فيجتمع أربعتهم داخل مكتب مغلق لمدة ساعة على الأقل قبل الشروع في أشغال دورة المجلس الوطني. ولم يتسن معرفة شيء حول مضمون الاجتماع، لكن البعض فهم من طريقة استقبال بن بوزيد، رسالة مباشرة بأنّ الرجل مرشح لتولي منصب قيادي، قد يكون الأمين العام الجديد للأرندي، كما جرى الحديث أيضا عن أسماء أخرى مثل عبد القادر بن صالح ويحيى ڤيدوم وشريف رحماني، ولكن حضور بن بوزيد أشغال الدورة الاستثنائية كان طاغيا رغم حضور وزراء حاليين وسابقين ومسؤولين كبار في الدولة، على غرار عبد القادر بن صالح، بنفس الشكل الذي كان يطغى فيه حضور أحمد أويحيى سابقا لدورات المجلس الوطني وبنفس الطريقة التي شوهد فيها أويحيى خلال المؤتمر الثالث للحزب، الذي علق عليه أحدهم آنذاك قائلا إن المؤتمرين اصطفوا كالجنود لتحية الجنرال!.. البعض ممن حضروا الأشغال رأوا في بن بوزيد جنرال الأرندي المقبل!.