ماذا سيقول الوزير الأول عبد المالك سلال لولاة الجمهورية غدا، وهم الذين قال عنهم الرئيس بوتفليقة إنه من السهل على المواطن أن يحظى باستقبال في البيت الأبيض ولا يحظى باستقبالهم؟ الولاة جزء محوري ضمن منظومة الإدارة في الجزائر، وهم العمود الفقري لها، إن ساءوا ساءت أحول الناس، وإن اعتدلوا اعتدل حال البلد. المؤسف أن حال الناس أسوأ لأن الادارة المحلية تتعامل معهم كالمستبد مع المستعبَد، لذلك تكثر شكاوى المواطنين من المسؤولين المحليين، وما تتلقاه الوزارة الأولى من رسائل يفوق طلبات المستمعين في الإذاعات المحلية، ومن المثير جدا أن يطلب مواطنا ربط منزله بالكهرباء من الوزير الأول أو من رئيس الجمهورية نفسه، لذلك لا بد من البحث عن نمط جديد في علاقة مؤسسات الدولة وهياكلها مع المواطن، فلا يمكن أن يصبح الوالي هو الجهة الوصية على رئيس المجلس الشعبي الولائي، والمنتخبين والنواب وأعضاء الهيئات المنتخبة. من المؤسف أن يشكو المواطن المسؤول للرئاسة والوزارة الأولى والصحافة من أجل مصباح الإنارة العمومية، أو لأن الإدارة المحلية تعبث وتتلاعب بالمصالح البسيطة للناس، والمطلوب إذن إصلاحات جوهرية للإدارة العمومية.. صحيح أن لقاء يوم غد لن يخرج عن دائرة قفة رمضان والخضر والفواكه ومراقبة الأسعار وو.. لكن كل هذا لابد من صياغته وإعادة تشكيله في منظومة قانونية تأخذ بعين الاعتبار أخطاء الإدارة وعثراتها والنقائص والثغرات.