يشتكي سكان حي مختار عبد اللطيف الموجود بقلب العاصمة والمعروف سابقا بالدكتور طرولار، من الانتشار الفادح للقمامة، سيما على أرصفة الشوارع، حيث أصبحت عائقا حتى في وجه المارة بعدما طالت مداخل البنايات، ناهيك عن الحفر التي خلفها عمال البلدية عقب قيامهم بأشغال تصليح قنوات صرف المياه. بمجرد دخولك أزقة هذا الحي يصور لك أنه مكان مخصص لرمي الأوساخ والقمامات وليس مكانا يقطنه سكان من حقهم العيش في وسط نظيف كباقي الأحياء الأخرى، فأينما تولي بصرك تقابلك أكياس النفايات المنتشرة في كل زاوية من الحي، بعد أن امتلأت الحاويات المخصصة لذلك عن آخرها، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، والتي تكاد تحبس الأنفاس لدرجة أنها تمتد إلى داخل البنايات بسبب وجود الحاويات أمامها، حتى أن مدخل كل بناية أصبح أشبه بمفرغة عمومية. استياء كبير وجدناه لدى سكان هذا الحي بسبب هذا المظهر المقزز والمشمئز الذي أثار غضبهم، حيث لم يتمكنوا من استيعاب الروائح الكريهة التي تجبر السكان على إغلاق النوافذ والأبواب، بعدما سببت لهم اختناقا كبيرا، ناهيك عن انتشار الأمراض وسط الأطفال الأبرياء، غير أنهم من جهة أخرى لم يلقوا بكامل المسؤولية على أعوان النظافة، بل قال البعض أن المسؤولية الكبرى يتحملها المواطن؛ لأنه يتأخر في الكثير من الأحيان عن إخراج القمامة إلى ما بعد مرور شاحنات النظافة أو يتم إخراجها في أوقات غير مناسبة. وما زاد الطين بلة أن هناك بعض العائلات تترك أكياس الفضلات أمام الأبواب على الدرج، مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة داخل العمارات. وقال آخر: ''لو أن كل مواطن يلتزم ويحرص على نظافة الحي كما يحرص على نظافة منزله لما آلت الوضعية لما هي عليه الآن! والمتضرر الأكبر هم الأطفال الذين في غالب الأحيان يستهويهم اللعب في هذه الأكوام من الأوساخ، مما يتسبب في أمراض عدة لهم، إن مظهر التلوث هذا وانتشار القمامات هنا وهناك أدى إلى احتجاز الأرصفة، وهو ما ينعكس سلبا على صحة السكان وحتى نفسيتهم، بسبب إتلاف المحيط الذي تعفّن بشكل ملحوظ. من جهة أخرى، طالب سكان الحي رئيس بلدية الجزائر الوسطى بإعادة تعبيد طريق الشارع للقضاء على الحفر التي خلفتها الأشغال التي قام بها عمال البلدية، إذ لم يقوموا بسد الحفر الثلاث التي نجمت عن الأشغال ولا بإعادة تزفيت الطريق، وهو ما دفع بالسكان خاصة منهم أصحاب السيارات إلى الشكوى، ومطالبة البلدية باستكمال أشغالها وإنهاء الفوضى التي يعرفها الشارع، خاصة مساء كل يوم عند عودة قاطني الحي الذين قالوا إنهم يعانون صباحا ومساء، هذا فضلا عن الأضرار التي لحقت بسياراتهم دون ذكر ما خلفته الأمطار الأخيرة التي زادت في عمق هذه الحفر وطفت الأوحال على السطح. وكل ما يخشاه السكان أن تزداد الوضعية سوءا، وتبقى الحال على ما هي عليه إلا أن يحل فصل الشتاء.