أبدى سكان حي ''النخيل'' ببلدية باش جراح خوفهم الدائم بسبب الخطر الذي يحدق بهم في أية لحظة مع قدم البنايات التي يقطنوها، والتي أصبحت في وضعية جد مزرية جراء التشققات والتصدعات الخطيرة التي أصابتها خاصة بعد زلزال ماي 2003 مما زاد من حدة الوضع وبذلك أصبح معظمها قابل للانهيار. حسب ما أكده سكان الحي العتيق ''للبلاد'' الذين عبروا في سياق حديثهم عن تذمرهم حيال عدم أخذ السلطات المحلية على محمل الجد وإيجاد حل لهم، حيث تقدم لهم الوعود التي لا تفي مع كل تغير للمجلس الشعبي البلدي وهذا منذ سنوات الثمانينيات. فبالإضافة إلى التصدعات التي تشهدها البنايات التي تشكل لهم معاناة كبيرة خلال فصل الشتاء نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى داخل سكناتهم، يعاني السكان من مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهو ما يتعرضون له من أخطار صحية بسبب تضرر قنوات الصرف الصحي نتيجة قدمها. وعلى الرغم من الإصلاحات التي قامت بها مصالح البلدية، إلا أن المشكل لا يزال قائما بسبب انسدادها الدائم وهذا ما يسبب إزعاجا كبيرا لهم نتيجة المياه القذرة التي تتجمع في الحي والتي بدورها تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، خاصة في فصل الصيف، حيث تصبح الأوضاع كارثية ومما يزيد الوضع سوءا انتشار النفايات المتراكمة في أركان الحي، مشكل آخر يزيد من حدة الأوضاع المزرية التي يكابدها السكان هو اهتراء الطرقات التي لم تهيأ مما أدى إلى عرقلة حركة المرور نتيجة الانكسارات والحفر التي تتخللها، والتي تتحول إلى مجموعة من برك المياه والأوحال في فصل الشتاء مما يسبب معاناة كبيرة للمتنقلين عبرها، بالرغم من الشكاوى العديدة المقدمة إلى السلطات المحلية لتسوية وضعيتهم. وزيادة على ذلك يشتكي سكان الحي من انعدام الأمن، حيث صاروا عرضة للسرقة والاعتداء من طرف بعض المنحرفين مع حلول الظلام، خاصة وأن الحي يفتقد الإنارة العمومية فحسب ما قاله السكان، فإن العديد من الأشخاص تعرضوا للتهديد بالأسلحة البيضاء لسلب ممتلكاتهم وكل هذا بسبب الحي الفوضوي المحاذي لهم والمسمى بغابة حي النخيل، ذلك أنه أصبح يضم عددا كبيرا من البنايات القصديرية التي شهدت تزايدا منذ سنوات التسعينيات. لذا ناشدت أكثر من 100 عائلة بحي النخيل ببلدية باش جراح تجسيد السلطات المحلية وعودها بترحيلها إلى سكنات لائقة بعدما أصبحت حياتهم مهددة في أي لحضة بسبب الوضعية التي آلت إليها سكناتهم القديمة التي يعود تاريخ إنشائها إلى العهد الاستعماري، أو إيجاد حلول عاجلة للمشاكل الكثير التي يعانون منها.