خطف مهاجم وفاق سطيف عبد المالك زياية الأضواء في بداية الموسم الكروي الجاري، مما جعله يظفر بثقة المدرب الوطني رابح سعدان الذي وجه الدعوة لهذا اللاعب لتقمص الأوان الجزائرية مع الخضر بداية من نهائيات كأس أمم إفريقيا، خاصة وأنه أصبح من أفضل هدافي العالم لسنة .2009 زياية المولود بتاريخ 23 جانفي 1984 لم تكن بداية مشواره الكروي عادية، حيث أمضى إجازته الرسمية الأولى في مدرسة الترجي السريع لبلدية فالمة في سنة 1995 وذلك بعد وساطة من الأخ الأكبر عمار وسنه لم يكن يتجاوز 11عاما، مما تطلب تدخل عمار لاعب مولودية قسنطينة آنذاك- لضم شقيقه الأصغر إلى تعداد اًصاغر السريع ... القدرة الإلهية شاءت أن يلعب عمار دور الوسيط لتمكين عبد المالك من دخول عالم كرة القدم من بابه الواسع قبل أن يتوفى عمار يوم 31 ديسمبر 1995 بمستشفى عنابة بعد تعرضه لحادث سير مروع عند مدخل مدينة قالمة أثناء عودته من قسنطينة، لتكون بداية المشوار الكروي لعبد المالك زياية قبيل أيام معدودات من فقدان شقيقه الأكبر الذي كان كل المتتبعين يتنبأون له بالانضمام إلى المنتخب الوطني. وقد تابع زياية مشواره الكروي بالانتقال إلى ترجي فالمة مع تعرضه لإصابة خطيرة كادت أن تنهي مسيرته الكروية في بدايتها لولا تدخل أفراد عائلته الفقيرة، ليكون أول ظهور رسمي لزياية مع أكابرالترجي بملعب بعين البيضاء، عندما قرر مدرب الترجي آنذاك عبد الحق جيرود منح الفرصة لزياية بعد تألقه مع الأواسط وهي المباراة التي كانت بمثابة نقطة الانطلاق الحقيقية لمشوار اللاعب وعمره لم يكن يتجاوز 18 سنة، ليصبح عقب ذلك من العناصر الأساسية في التشكيلة الفالمية، ويكون الموسم الكروي 2003 / 2004 تاريخيا بالنسبة لهذا اللاعب، كونه تصدر لائحة هدافي رابطة عنابة الجهوية لذلك الموسم بعد تسجيله 26 هدفا، الأمر الذي فتح باب النجومية على مصراعيه أمام زياية الذي تألق أكثر في الموسم الموالي كقوة ضاربة في هجوم السرب الأسود، إلى درجة أن العروض تهاطلت عليه في منتصف الموسم. وقد حط رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار رحاله بفالمة من أجل الظفر بخدمات هذا المهاجم الذي كان مغمورا بعد الوقوف على مؤهلاته الفردية. وخلال جيبيلي النجم مصطفى سيريدي المدعو التيوة، وقف المتتبعون على المؤهلات العالية التي يمتلكها الشاب عبد المالك زياية وقد كان مزيان إيغيل أكبر المهتمين بالمهاجم الفالمي، إذ أنه طلب منه الموافقة على العرض المقترح عليه من طرف إدارة نصر حسين داي في حين أعرب رئيس اتحاد العاصمة السعيد عليق عن نواياه الجادة في الاستفادة من خدمات هذا المهاجم، بينما بقي رئيس وفاق سطيف سرار يتابع التطورات عن قرب من دون أن يتدخل كطرف بارز في المعادلة، غير أنه وقع الصفقة بعد نحو أسبوع فقط من الدورة الاعتزالية لسيريدي، بعد أن تنقل عبد المالك زياية إلى سطيف وأمضى عقدا لمدة 3 سنوات مع نسور الهضاب، وهو الاختيار الذي حرم المهاجم الفالمي من المشاركة مع المنتخب الوطني الأولمبي في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت سنة 2005 بمدينة ألميريا الإسبانية، لأن رفضه الالتحاق بالنهد دفع بإيغيل مزيان إلى شطبه من القائمة قبل السفر إلى إسبانيا. التحق زياية بوفاق سطيف في مغامرة كروية لم تكن مضمونة النجاح، لا سيما وأنه لم يتمكن من التأقلم بسرعة مع الوفاق، حيث كانت بدايته صعبة للغاية لأنه بقي إحتياطيا في أغلب مباريات موسمه الأول في سطيف مما جعل البعض يتنبأ بإمكانية تسريحه، لكن الرئيس سرار قرر الإحتفاظ بزياية ضمن التعداد للموسم الثاني على التوالي رغم العروض التي تلقاها، وقد انتظر أنصار الوفاق مباراة الجولة السابعة لبطولة الوطني الأول لموسم 2006 / 2007 لرؤية أول هدف يحمل توقيع زياية في مرمى زماموش بطريقة رائعة وهو الهدف الذي فك عقدة المهاجم الفالمي في سطيف ومنحه الثقة في النفس والإمكانيات، لأنه توج مع الوفاق في ذلك الموسم بلقب البطولة الوطنية وكذا دوري أبطال العرب مع نجاح زياية في كسب ثقة الأنصار والمسيرين على حد سواء، حيث أنه أصبح عنصرا أساسيا في التشكيلة السطايفية منذ ذلك الموسم. مسيرة زياية في وفاق سطيف مكنته من تفجير طاقته الكامنة، لأنه تألق بشكل كبير، خاصة في بداية الموسم الكروي الجاري، لأنه أصبح هداف كل المنافسات القارية والإقليمية التي يشارك فيما نسور الهضاب وخاصة كأس الاتحاد الإفريقي التي خسر نهائيها أبناء عين الفوارة أمام الملعب المالي وكذا كأس شمال إفريقيا، فضلا عن تألقه محليا بتقاسمه صدارة لائحة هدافي البطولة الوطنية مناصفة مع غزالي ومحمد مسعود وهي إنجازات أصبحت تربط أهداف وفاق سطيف باسم هذا المهاجم الذي رفع رصيده الشخصي من الأهداف إلى 60 هدفا منذ التحاقه بوفاق سطيف قبل ثلاث سنوات، لأن إبن مدينة فالمة سجل على الصعيد الوطني في البطولة والكأس، كما تألق قاريا بتتويجه قبل الأوان بلقب هداف النسخة الحالية لكأس الكاف برصيد قياسي بلغ 15 هدفا، فضلا عن كون مليك كان قد سجل في منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا دون تجاهل إنجازاته الشخصية في منافسة دوري أبطال العرب، وهو حصاد تاريخي لشاب يبلغ من العمر 25 سنة جعل المتتبعين يعترفون بأحقيته في تقمص الألوان الوطنية والانضمام إلى المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة.