فجر المهاجم السابق لوفاق سطيف، والمحترف حاليا في إتحاد جدة عبد المالك زياية، مفاجأة من العيار الثقيل عندما رفض دعوة الناخب الوطني للمشاركة في التربص المقبل بسويسرا تحضيرا للمونديال، وهو الأمر الذي أقر به الناخب الوطني خلال الندوة الصحفية التي عقدها الأسبوع الفارط، للكشف عن قائمة ال25 لاعبا المعنيين بالتربص المقبل، ولم يكن لأي أحد من المتتبعين التوقع بأن تكون خرجة ابن ڤالمة على هذا المنوال، سيما وأنه مفعم بحب الوطن والألوان الوطنية، ناهيك أنه سيفوت على نفسه فرصة المشاركة في المونديال الذي يبقى حلم أي لاعب طموح يهدف إلى إثراء مشواره الكروي بمشاركة مونديالية، ولعل ما حدث في هذه القضية فتح أبواب التأويلات على مصراعيها واختلفت التفسيرات، إلا أن الأكيد أن هناك أمر غير عادي حدث بين سعدان وزياية جعل هذا الأخير يدير ظهره للواجب الوطني -إن صح التعبير- وفي كل الظروف والأحوال، زياية لاعب غريب الأطوار، فلو نتمعن في مشواره نجد أنه لاعب مغمور شاءت الأقدار أن يلعب للوفاق، وكانت نهاية الموسم الفارط صعبة للغاية، بالنسبة له ليتدارك الوضع فيما بعد في ظرف قياسي ويخالف كل التوقعات إلى درجة أنه أضحى يدير ظهره للخضر، بغض النظر عن الأسباب التي يمكن أن يتحجج بها. حقق نجاحا باهرا في ظرف قياسي ومقارنة بأقرانه من اللاعبين، يمكن القول أن ابن ڤالمة عبد المالك زياية، حقق نجاحا باهرا في ظرف قياسي، بالرغم من الصعاب التي اعترضت طريقه، حيث تألق مع النسر الأسود في منافسة رابطة أبطال العرب التي أكسبته شهرة منقطعة النظير، على الصعيد العربي شأنه شأن جملة من لاعبي الوفاق على غرار "باجيو" العرب حاج عيسى، ونفس الأمر في مشاركته مع أبناء عين الفوارة في المنافسات الإقليمية، وكل هذه الأمور مكنته من لفت انتباه الناخب الوطني، الذي لم يتردد في استدعائه لصفوف الخضر قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا، بالرغم من أنه لم يتمكن من فرض نفسه. نهاية موسم صعبة مع الوفاق وضغط رهيب ومن بين المشاكل والصعاب التي اعترضت طريق هداف إتحاد جدة السعودي حاليا، عبد المالك زياية هو أنه مر بفترة صعبة للغاية مع نهاية الموسم الفارط، أين صام على التهديف لمدة طويلة، ولم يقدر أنصار الوفاق الشغوفين بحب فريقهم من تحمله والصبر عليه أكثر، فراحوا يشتمونه وينعتونه بأقبح الصفات، بعد أن ضيَّع ما يقارب الأربع أهداف محققة في لقاء فريقه وفاق سطيف مع نادي "جوليبا" المالي، وهو الأمر الذي لم يهضمه فدخل في مشادات مع أنصار الوفاق، انتهت بمقاطعته للتدريبات قبل نهاية الموسم. حفظ الدرس وعاد بقوة وقبل بداية الفترة التحضيرية للموسم الجاري، كان الجميع يظن أن عهد زياية مع الوفاق قد انتهى، إلا أن أطرافا من العقلاء في الوفاق، غيروا المعطيات وتنقلوا إلى مسقط رأسه بڤالمة، وأقنعوه بضرورة العودة بعد أن قدموا له ضمانات بعدم التعرض له وعاد زياية إلى فريقه، وكانت عودته قوية وخالف بذلك كل التوقعات، حيث تهاطلت عليه العروض من الخارج وأضحى يقترب من الإمضاء لفريق كبير وهو ما تحقق، بالتحاقه بإتحاد جدة بالرغم من أن نادي سوشو كان مهتما بالتعاقد معه، وفي كل الظروف والأحوال يمكن القول أنه حفظ الدرس وتعلم من أخطائه السابقة وثابر لبلوغ أهدافه المنشودة. لم يحصل على فرصته في الكان وفضل "جدة" على "سوشو" وفيما كان ينتظر زياية دعوته بشغف للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الفارطة بأنغولا بشغف كان له ذلك، ولكن فرحته لم تكتمل بالاستدعاء باعتبار أنه تعرض للتهميش ولم يحصل على فرصته كما ينبغي، إلى درجة أنه أكد لمقربيه أنه مستهدف، وأنه لم يهضم الطريقة التي يعامله بها الناخب الوطني رابح سعدان، وهذا لم يمنعه بعد الكان من الحصول على عرض إحترافي، حيث كان قريبا من النادي الفرنسي "سوشو" ولكنه فضل في آخر المطاف إتحاد جدة، هذا النادي الذي كتب له فيه مواصلة تألقه، سيما وأنه توِّج أول أمس فقط بلقب كأس الحرمين الفريقين. رفض دعوة سعدان وفتح باب التأويلات لقد إختلفت ردود الأفعال، بخصوص رفض زياية لتلبية دعوة المنتخب الوطني، رغم أن الأمر يتعلق بأكبر محفل عالمي المونديال، ورغم محاولة تبرير سعدان الذي قال أن دعوته قُبلت بالرفض من قبل لزياية، إلا أن الشيء الأكيد هو أن هناك غموض كبير يشوب القضية، فذهبت بعض الأطراف إلى التأكيد أن زياية لم يهضم معاملة الناخب الوطني له المستهترة، وقالت مصادر أخرى، أن إدارة نادي إتحاد جدة حرضته على عدم قبول الدعوة، وأمام كل هذه التأويلات يلتزم زياية الصمت ويرفض الدفاع عن موقفه، وكأن ضغطا رهيبا يمارس عليه على جميع الأصعدة والمستويات. بوتابوت: "زياية اللاعب الوحيد في العالم الذي يرفض المونديال" ومن بين ردود الأفعال التي شدت انتباهنا بخصوص رفض المهاجم زياية دعوة المنتخب الوطني، بالرغم من أن الأمر يتعلق بالمشاركة في كأس العالم، هو ما قاله مهاجم إتحاد البليدة والدولي السابق منصور بوتابوت: " لا أعرف الأسباب الحقيقية التي جعلت زياية يرفض تلبية الدعوة، ومهما كانت الأسباب التي يمكن أن يكشف عنها مستقبلا، إلا أنه بالنسبة لي هو اللاعب الوحيد في العالم الذي يرفض المشاركة المونديال. بوڤاش: "مهما كانت الأسباب المونديال لا يرفض" أكد الحاج بوڤاش، هداف البطولة الوطنية، أنه وهما كانت الأسباب والدواعي، فإن المشاركة المونديال لا ترفض، وأضاف في اتصال هاتفي به زوال يوم أمس، أنه ليس بإمكانه أن يحكم على المهاجم السابق للوفاق عبد المالك زياية، على إثر خرجته هذه والتأكيد على أنه رفض حاليا اللعب للمنتخب الوطني، والمشاركة في المونديال المنتظر شهر جوان بجنوب إفريقيا لأسباب خاصة، وهذا بالنظر إلى عدم علمه بهذه الأسباب، إذ أوضح أن هذا التصرف يخصه بالدرجة الأولى وأنا ليس لدي أي دخل في هذه القضية... وأكد مهاجم رائد البطولة أن زياية يتواجد في أحسن أحواله، وبدون شك فإن هناك أسباب قوية وراء إتخاذه مثل هذا القرار. مناد: "أقول لزياية أن المونديال لا يرفض مهما كانت الأسباب" أكد اللاعب السابق للمنتخب الوطني والمدرب الحالي لشبيبة بجاية جمال مناد، أن دعوة من الناخب الوطني للمشاركة في المونديال لا ترفض بغض النظر عن الأسباب التي تدفع اللاعب إلى ذلك بحكم، إن الأمر يتعلق بتمثيل الجزائر في أكبر عرس كروي وهو المونديال، مضيفا أن "صراحة لا يمكنني أن أفصل نهائيا في مثل هذه القضية، لأن الامر يتعلق بشخص لكن الأمر الذي أريد الإشارة إليه، هو أن عرض لتمثيل الجزائر لا يرفض مهما كانت الأسباب الشخصية أو الدوافع التي جعلت زياية يعتذر عن الدعوة التي قدمت له من قبل الطاقم الفني للمنتخب، هذا فضلا عن كون المشاركة في المونديال تساعد اللاعب من أجل إنجاح مشواره الكروي، أتأسف مجددا على القرار الذي إتخذه زياية لأنه بهذا يقتل مشواره في كرة القدم وهو شاب في مقتبل العمر". "الحقيقة تبقى مجهولة وزياية وحده بإمكانه إعطاء تفسيرات" وتابع مناد كلامه عن زياية قائلا: "شخصيا لم أكن أتوقع، أن يرفض زياية لمثل هذه الدعوة، حتى وأن كانت القائمة التي أعلنها سعدان أولية، الآن الأمر يبقى مجهول واللاعب هو المخول له الحديث عن الأسباب التي دفعته الى اتخاذ هذا القرار... لكن أقول وأكرر مهما كانت الأسباب فإن دعوة الخضر لا ترفض لأن قضية متعلقة بالجزائر قبل أن يتعلق به كشخص". زياية على طريقة شوستر ورودندو إن القرار الذي إتخذه لاعب إتحاد جدة عبد المالك زياية، وهو رفضه المشاركة في المونديال يعتبر أكبر مفاجأة، كون المونديال لا يرفض مهما كانت الظروف، ولم يسبق لأي لاعب قام بذلك سوى كل من الألماني شوستر الذي رفض التنقل مع منتخب إلى مونديال 82 بسبب بعض الأمور الشخصية، رغم إلحاح الإتحاد الألماني له ومطالبته بالتراجع عن قراره إلى جانب لاعب المنتخب الأرجنتيني جورج رودندو الذي رفض المشاركة في مونديال فرنسا 98 مع منتخبه، بحجة أنه رفض الخضوع إلى مطلب مدربه باسريلا الذي اشترط عليه أن يحلق شعره لكي يكون في قائمة المونديال، لكن رودندو تمسك بقراره رغم بساطة الشرط، وإذا كان هذان العنصران قد كانت لهما حجتهما، فإن زياية لم يكشف الأسباب التي جعلته يرفض المونديال. سرار: المنتخب الوطني لا يرفض مهما كانت الظروف يا زياية أكد عبد الحكيم سرار، رئيس فريق وفاق سطيف، أن ما أقدم عليه مهاجمه السابق والحالي لفريق إتحاد جدة، غير مبرر وأن المنتخب الجزائري لا ترفض دعوته مهما كانت الظروف. وقال حكيم في تصريح خص به يومية "الشباك" يوم أمس، على هامش المباراة النهائية لكأس الجمهورية، لفئة الأواسط التي جرت بملعب زرالدة بين الوفاق وشباب بلوزداد: "المنتخب لا يرفض مهما كانت الظروف". أما فيما يخص الذهنيات، خاصة وأن الناخب الوطني رابح سعدان، قد أكد أن الأمر لا يتعلق بذهنية اللاعب الجزائري أكد سرار الذي يعرف جيدا زياية، أن جميع الذهنيات نفسها، ولا يوجد أي مبرر أمام مهاجم الوفاق السابق، وهناك ظروف قاهرة خارجة عن نطاق الشخص التي تمنعه من تلبية دعوة المنتخب أمام الأمر الشخصية غير مقبولة، وحسب تصريحات سرار فإن زياية أخطأ في حق المنتخب وخطأه كبير.