أشارت تقارير أمنية، بناء على سلسلة من استطلاعات الرأي العام بالولايات، إلى ''تنامي شعبية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بشكل قياسي على خلفية مواقفه الأخيرة في المجالات الرياضية والدبلوماسية والسياسية''، وذلك في سياق جس نبض الشارع الجزائري وتفاعله مع تداعيات المباراة الفاصلة التي جمعت المنتخبين الجزائري والمصري وانتهت بتأهل ''الخضر'' في موقعة الخرطوم إلى مونديال جنوب إفريقيا، وما أعقبها من هجمة شرسة قادها فاعلون في الساحة السياسية والإعلامية المصرية على الجزائر شعبا وحكومة وتاريخا. علمت ''البلاد'' من مصادر أمنية على صلة بالموضوع أن وزارة الداخلية تلقت، بحر الأسبوع الماضي، كامل التقارير التي أنجزتها المصالح الأمنية الإقليمية والولائية بخصوص قضية تجاوب الشرائح الشعبية مع إرهاصات الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومصر، والتي نفخ فيها إعلام القاهرة منذ المقابلة الكروية التي جرت على أرضها. وسجلت هذه التقارير ''ابتهاج الجماهير بالقرار الرئاسي القاضي بتخفيض تسعيرة تذاكر الخطوط الجوية الجزائرية ومجانية تذاكر ملعب المريخ في أم درمان بالعاصمة السودانية. كما أثنى من استطلعت التقارير رأيهم على هذا الإنجاز الموصوف ب''التارخي'' الذي مكن 10 آلاف مناصر جزائري من حضور المقابلة الحاسمة التي سبقها تحضيرات وتنسيق دبلوماسي كبيرين مكنا من إلغاء السودان لتأشيرات السفر المفروضة على الجزائريين بصفة استثنائية''. وحيّت الشرائح المستجوبة والمكونة أساسا من شباب وطلبة ونخبة من المحامين والأساتذة الجامعيين ما وصفته ب'' حكمة الرئيس بوتفليقة في تعامله مع هيجان أبواق الفضائيات المصرية التي تفرغت لشتم الجزائريين بدل البحث في الأسباب الحقيقية والموضوعية التي ساهمت في إقصاء منتخبهم القومي من الموعد الكروي العالمي'' والتي غذتها تصريحات سياسية صدرت من كبار المسؤولين والرسميين وامتد لهيبها إلى صناع المشهد الفني والثقافي للتغطية على إخفاقات سياسية داخلية، حيث ترفعت الحكومة الجزائرية على الانخراط في معركة التصريحات وحرب الاتهامات والتي شكلت حملة منظمة تحالفت فيها كل القوى الرسمية وغير الرسمية في الجمهورية المصرية. ولفتت التقارير ذاتها إلى ''إن الصحافة الوطنية الخاصة لعبت دورا إيجابيا بتجندها بمختلف عناوينها للرد على حملة التشويه التي مارسها الإعلام المصري على الجزائر ''وشددت على أن '' تقارير الصحف الجزائرية كانت متنفسا للرأي العام الذي ظل يتابع باهتمام بالغ ما تنشره حول أجواء مشاركة النخبة الوطنية وتفاصيل الاعتداءات الجبانة التي نفذها الغوغاء المصريون ضد المواطنين والرسميين الجزائريين المقيمين أو الذين تنقلوا خصيصا لتشجيع الفريق الوطني لكرة القدم التي دشنها المصريون برشق حافلة لاعبي ''الخضر'' حين كانت في طريقها من المطار إلى الفندق بالقاهرة''. ونقلت تقارير مصالح العقيد علي تونسي ''رغبة المستجوبين في أن يقدم رئيس الجمهورية على موقف آخر يدعم سلسلة المبادرات والإجراءات التحفيزية التي بدرت منه لتسهيل تنقل الأنصار سواء إلى أنغولا التي ستحتضن مباريات كأس أمم إفريقيا الشهر المقبل أوجوهانسبورغ بجنوب إفريقيا لمتابعة مقابلات كأس العالم في صائفة .''2010