كشفت مصادر أمنية عليمة ل "الأمة العربية"، أن وزارة الداخلية استقبلت بحر الأسبوع الجاري، تقارير كانت قد شرعت مصالح دائرة الاستعلامات العامة بمديريات أمن الولايات ال 48 في إعدادها منذ المباراة الحاسمة التي جمعت المنتخب الوطني لكرة القدم بنظيره المصري في ملعب "المريخ" السوداني، وانتهت بتأهل "الخضر" إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010. ذكرت المصادر التي شاركت في إعداد هذه التقارير الأمنية، أن تحريات المصالح المختصة انصبت أساسا حول استطلاع الرأي العام بمختلف شرائحه الشعبية ومستوياته الاجتماعية، بخصوص إدارة السلطات الجزائرية للأزمة التي افتعلتها أوساط مصرية ودقت طبول الحرب منذ مباراة القاهرة وشنت حملة شرسة ومنظمة على الجزائر تاريخا وشعبا وقيادة. وقد أقر جل المستجوبين بنجاح الجزائر في إدارة وتسيير هذا الملف الذي تصدر اهتمامات وسائل الإعلام العالمية والرأي العام الدولي، وعزت إجابات المواطنين هذا النجاح إلى حنكة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ودبلوماسيته في إدارة الأزمات منذ توليه كرسي وزارة الشؤون الخارجية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، إلى مسيرته الحافلة بالمبادرات التي يدافع فيها عن الدول الفقيرة أمام أغنياء العالم، وكذا وساطاته المتعددة في حل أزمات دولية، نشبت في القارة السمراء على وجه التحديد. وأثنت الشرائح المستجوبة على الهبّة التي بادر بها الرئيس في تمكين آلاف المشجعين الجزائريين من التنقل إلى الخرطوم لمناصرة الفريق الوطني في المقابلة الكروية الفاصلة التي احتضنتها مدينة أم درمان، بدء بالجسر الجوي بين الجزائروالخرطوم وتخفيض أسعار تذاكر السفر عبر الخطوط الجوية الجزائرية ومجانية تذاكر الملعب وتسهيل إقامة الأنصار، وقبل ذلك إلغاء العمل بنظام التأشيرة التي شددت العينات التي عنيت بالتقارير على "أنها كانت استثنائية للجزائريين بفضل العلاقة المتميزة لرئيس الجمهورية مع الفريق عمر حسن البشير رئيس الجمهورية السودانية الشقيقة"، مشيدة بترفع السلطات الجزائرية عن السقوط في فخاخ المصريين التي نصبتها جهات نافذة في هرم نظام محمد حسني مبارك، وسخرت لها أرمادة من الفضائيات الحكومية وتلك التي يمتلكها رجال المال الذين تحركوا بعد تلقيهم توجيهات صدرت علنا من علاء وجمال مبارك، وجنّدت لذلك جيشا عرمرما من الفنانين الذين تفرغوا لنسج قصص واهية من مخيلاتهم. وفي جانب متصل، أوردت مصالح دائرة الاستعلامات "أن الصحافة الوطنية الخاصة، بذلت مجهودات كبيرة مقارنة بنظيرته العمومية في تغليب الحرب الإعلامية لصالح الطرف الجزائري"، وأضافت أن الرأي العام الوطني ظل يتابع بشغف وشوق كبيرين تقارير ما تنشره الصحف حول الاعتداءات المصرية الهمجية على الجزائريين، بدء برشق حافلة لاعبي المنتخب الوطني والأنصار والطلبة الذين يزاولون دراستهم في مؤسسات التعليم العالي بمصر. وأشارت التقارير المرفوعة إلى وزارة نور الدين زرهوني، إلى أن عامة الجزائريين استهجنوا كثيرا السلوكات الدنيئة التي استهدفت الرسميين وموظفي السفارة الجزائريةبالقاهرة، وخصت بالذكر المضايقات التي تعرّض لها السفير عبد القادر حجار. وحرصت الجماهير المستجوبة على نقل رغبتها إلى السلطات المركزية بخصوص بذل مبادرات أخرى لأجل تمكين المشجعين من مناصرة المنتخب الوطني في مباريات كأس أمم إفريقيا بأنغولا، ومونديال جنوب إفريقيا 2010.