تظهر نتائج حزب جبهة التحرير الوطني في انتخابات تجديد مجلس الأمة والتي توصف أنها انتصارا بطعم الهزيمة حقيقة أن بعض وزراء الحزب وقياداته أصبحوا فألا ''سيئا'' عليه والدليل على ذلك أن الحزب خسر غالبية مقاعده في مسقط رأس كثير من مسؤولي الحزب ووزرائه ما عدا ولايات محدودة.وتورد مصادرنا أن كثرة تدخلات الوزراء الأفلانيين في تسيير الحزب وانغماسهم في لعبة التكتلات والتحالفات، وتضارب مصالحهم وترتيباتهم في كثير من الأحيان. ساهم في تراجع أداء المنتخبين المحللين الناقمين على أبناء بلداتهم الذين تخلوا عن أصولهم ولا يتذكرونهم إلا في المواعيد الانتخابية أو بعد إبعادهم والتخلي عن مناصبهم. وقد خسر الأفلان مقاعد مجلس الأمة في ولايات كان وزراء الأفلان من أبنائها أو تصدروا قوائمها كما هو الحال في (وهران) عمار تو (عين تيموشنت) جمال ولد عباس (سوق أهراس)رشيد حروابية (تلمسان) الطيب لوح (سكيكدة) السعيد بوحجة وعبد العزيز زياري (بسكرة) سعيد بركات (وادي سوف) الهادي خالدي (المسيلة) رشيد بن عيسى (الجلفة) المدني برادعي، كما خسر الأفلان مقاعد في معاقل تقليدية كمستغانم وقسنطينة بسبب سياسات الإقصاء التي مارسها قياديو الأفلان في ترجيح الكفة لخصومهم، ولم تشفع للأفلان في هذه سوى ولايات تيارت والأغواط وبرج بوعريريج وسطيف وباتنة التي اقتطع الأفلان حصته بواسطتها مقاعد وعوض تلك التي خسرها في ولايات أخرى. ولكن هذه الولايات التي تحقق فيها انتصارات لا يمكن اعتبارها إلا الشجرة التي غطت الغابة، ما يدعو إلى إصلاح حقيقي بين الكتلة الناخبة وبين قيادات وزراء الأفلان أو المحسوبين عليها أو الذين يشغلون باسمها، من خلال رفع أياديهم عن المناضلين في القواعد واعتماد مقاربة إن لم يكونوا طرفا في الحل فعليهم أن لا يكونوا طرفا في إثارة المشاكل.