أجمع المتدخلون في اليوم البرلماني حول دور المعارضة في بناء الديمقراطية في الجزائر، على أهميه المعارضة في الساحة السياسية كونها قطبا محتملا للتداول السياسي، كما أكدوا أن المعارضة في الجزائر لم تستطع أن تلعب دورها مثلما كان منتظرا منها. وأشار زياري في كلمته التي قرأتها نائبته في مكتب المجلس، حبيبة بهلول، في اليوم البرلماني الذي نظمته الكتلة البرلمانية للأفانا في الغرفة السفلى، أنه لا وجود لديمقراطية دون معارضة سياسية، كما أنه لا ديمقراطية دون تقبل ضرورة وجود معارضة قوية ولكن بناءة على الساحة السياسية. ففكرة الأغلبية في السلطة تستدعي وجود أقلية معارضة تلقائيا، وتستلزم قواعد الديمقراطية تحت سقف التعددية السياسية أن تكون النقاشات حرة ومفعمة بالسكينة والاحترام المتبادل وحتى لو تعارضت المصالح تحت قبة البرلمان، فمن شأن ذلك تقوية الحكم السياسي. وقال موسى تواتي، إن الحزب تأسس من أجل مناهضة النزعة الانفرادية في الحكم، وأن حق الاختلاف والاحتكام إلى الشعب مصدر كل سيادة، مع ضرورة الابتعاد عن سياسة الإقصاء والاحتقار ومصادرة أصوات الشعب. وسلط الأستاذ احمد عظيمي، الضوء على وقائع الممارسة الديمقراطية في الجزائر ودور المعارضة خلال مرحلة بناء الديمقراطية، وأشار إلى أن المعارضين ليسوا أكثر وطنية من الذين يكونون في السلطة، وأن المرحلة التي تمر بها الجزائر الآن تتطلب جهودا كبيرة حتى من جانب المعارضة، والعمل على تجميع النخب للمساهمة في بناء الوطن. وأشار عظيمي، أن المعارضة لابد أن تكون إيجابية، وأن تساهم في بناء الديمقراطية وتقوية مؤسسات الدولة، لا أن تكون مهدمة لها، خاصة وأن كل المجتمعات تشهد صراعات معينة قد تكون طبقية أو سياسية أو اجتماعية، لكن العملية الديمقراطية تفرض الاحترام واحترام الرأي المخالف على الجميع. من جهته، قال الباحث في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، مصطفى صايج، إن الجزائر تعيش مرحلة انتقال ديمقراطي وليس تحولا ديمقراطيا، وبرر كلامه هذا بالصدامات التي شهدتها الجزائر خلال عشرية كاملة، وأضاف أن التحول الديمقراطي عملية مستمرة في ضل استقرار مؤسساتي.