أبرز المشاركون في أشغال اليوم البرلماني حول ''دور المعارضة في بناء الديمقراطية في الجزائر''، أهمية المعارضة في بناء دولة المؤسسات وإرساء الديمقراطية الحقة سواء من خلال المشاركة في ممارسة السلطة أو الإكتفاء بمراقبة عمل الجهاز التنفيذي وتوجيهه في حالة إذا ما حاد عن الصواب. واعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري في كلمة ألقتها نيابة عنه نائبته السيدة حبيبة بهلول في افتتاح أشغال اللقاء، أن المعارضة أساس الدستور منذ 1989 وكذا القلب النابض للحياة السياسية في الجزائر والقلب الحي لسيرالمجلس الشعبي الوطني منذ تأسيسه مشيرا إلى أنه لا توجد ديمقراطية دون معارضة سياسية حيث لا يمكننا أن ندعي الطموح الديمقراطي دون تقبل ضرورة وجود معارضة قوية ولكن بناءة على الساحة السياسية علما أن فكرة الأغلبية في السلطة تستدعي وجود أقلية معارضة تلقائيا. وأضاف السيد زياري أنه يجب الإعتراف بأهمية المعارضة وبدورها فالمعارضة ليست غاية بحد ذاتها بل هي هدف للديمقراطية والدستور الجزائري وبعض القوانين العضوية كرست الوسائل التي تسمح لها بتحمل دورها قبل أن يضيف أن المعارضة موجودة في المجلس الشعبي الوطني وهي منظمة في شكل مجموعات برلمانية متوفرة على وسائل وتحظى بمكاتب كما أنها تشارك في أشغال هيئة الرؤساء. ورأى رئيس الغرفة السفلى للبرلمان، أنه بإمكانية التشكيلات السياسية الأقلية المشاركة في بناء الديمقراطية من خلال ممارسة السلطة والتحالف مع الأغلبية ولما لا المشاركة في الحكومة إذا رغبت وتلك هي قواعد الديمقراطية ؟يضيف زياري- الذي أكد أن مصير التشكيلات السياسية الأقلية لا يمكن أن يبقى مرتبط بالبقاء في المعارضة مدى الحياة. من جهته أبرز رئيس المجموعة البرلمانية للجبهة الوطنية الجزائرية السيد ساعد عروس أهمية المعارضة في الإرتقاء بالعملية السياسية وحمايتها من الزلل من خلال المتابعة المتواصلة وفقا لآلية عمل المؤسسات الدستورية التي تؤدي أعمالها بحرية تامة وتعمل على ممارسة دورها في تقويم وتنظيم العمل السياسي لتجعله على النهج الصحيح، موضحا أن هدف المعارضة السياسية يتمثل في ديمومة مراقبة أداء الحكومة وترشيد عملية صنع القرار. واعتبر السيد عروس ان انتقادات المعارضة للسلطة هي ''بهدف الوصول الى الحقيقة بغية تحقيق الأفضل'' فهي -يضيف السيد عروس''- لا تنتقد الحكومة لمجرد النقد او لمنفعة ذاتية او حزبية و انما تعتبر العين التي تكشف المستور و الضوء الذي يسلط على المناطق العتمة و هي تكتسب وجودها لدى المواطنين بالنضال الحقيقي و ليس من خلال الكذب و تزييف الحقائق و التنافس في خداع الشعب و التلاعب بعواطفه.'' وأشار ذات المتحدث الى دور المعارضة ''المهم'' في حماية الحكم كون ''وجودها يضيق مجال السرية و يوسع مجال الشفافية السياسية باعتبارها الضامن الحقيقي في بناء المسار الديمقراطي السليم.'' أما رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي فقد أكد في مداخلة له بالمناسبة أن الديمقراطية تقتضي ''مناهضة النزعة الانفرادية في الحكم ''و هي ''ليست تقليدا لما يفعله الغير ويتماشى مع معطياتهم و واقعهم الموضوعي و لا هي بضاعة تسوق كباقى الصادرات و الواردات انما هي قناعة و ثقافة و ممارسة نابعة من البيئة و نتاج وطني'' قبل أن يضيف أن الإحتكام للشعب مصدر السيادة والتنافس للوصول إلى السلطة.