لكي ينتقم الأمريكيون والغرب معه من العرب الذين يملكون ابن خلدون وكتب ''المقدمة'' قاموا برفع شعار أرني المؤخرة! مجرد إجراء أمني وقائي..أم أنه حلقة في سلسلة طويلة تستهدف تحويل الرجال إلى أشباه رجال، وأشباه الحكام إلى نسوان في الحمام! عبد الرحمان في آخر الزمان! حتى الذي يملك مستوى السيزيام أو النهائي، على شاكلة المسؤولين عندنا وبعضهم يملكون شهادات عليا برتبة دكتور، و''نيفو'' أقل من ''شيفور''، في الواقع يسمعون بالذي اسمه ابن خلدون (عبد الرحمان). ولا شك أن الشبان على شاكلة الشاب مامي المحبوس في فرنسا وخالد وجلول التائب..ي أضحى تجارة رائجة بمناسبة ازدهار عهد الكرة! وهذه الشهرة جعلته محل تجاذب بين عدة أطراف من عرب وعجم كل طرف يدعي أنه صاحبه، وله حجته ومبرره. فهو مثلا تونسي لأنه مولود في تونس، ومصري لأنه توفي في مصر، وهو إسباني (غير حراف) لأن أباه واستقر بها بعد أن هاجر من الجزيرة العربية ويحمد ربه أنه لم يتعرض للسكانير الغربي وقت دخوله الحدود، والمهم في كل هذا أن ابن خلدون باض مقدمته في الجزائر العميقة كما يسميها البعض حاليا، أي تلك التي نراها في بنت حافية القدمين أو بكلاكيت بلاستيكية، وفي شيخ جوعان وفي شاب يسند الحيطان.. وكأن الزمن يكرر نفسه. فالوضع نفسه الذي عاش فيه هذا العالم الكبير هو نفسه تقريبا الذي نعيشه اليوم بما يتسم به من صراعات داخلية وخارجية، وفيما بين الدول والحضارات، أليس ابن خلدون هو صاحب مقولة المغلوب مولع باتباع الغالب، ولو كان في دولة الله غالب التي نعيش فيها اليوم ونموت هذا هو ابن خلدون العربي على العموم وميزته الأخرى أنه كان كابن بطوطة وابن جبير دار الأمصار وتنقل بين الأقطار وحاول أن يفهم عقول الناس والتقى الحكام والعوام، ولم يترك شاردة ولا واردة إلا سجلها، فترك لنا علما غزيرا انتفع به غيرنا أكثر مما انتفعنا نحن بعد أن اكتشفه هؤلاء قبلنا.. فما علاقة ابن خلدون العربي بأم كلينتون الأمريكية، أي ''الفاورية'' بالمفهوم الشعبي... إلى الخلف در..! كلينتون هذه.. واسمها كما هو مسجل في الحالة المدنية (والعسكرية) هو هيلاري. وأول معرفة الأمريكيين والعالم بها كان حين تقوم بجولات مكوكية ودائرية، ونصف دائرية حول العالم باعتبارها السيدة الأولى لأمريكا والكرة الأرضية...فزوجها آنذاك واسمه بيل كلينتون كان هو السيد.. ولو كان النظام الأمريكي يشبه أي نظام عربي لقام صاحبنا بشطب المادة الواردة في الدستور التي تحدد الرئاسة بفترتين غير قابلتين للتجديد على اعتبار أنه محبوب الجماهير، ولا ترى فيه غير صورة القائد الشهير الذي تحتاجه البلاد ولا يمكنها الاستغناء عنه.. إلا إذا هو بالطبع استغنى عنها بالوفاة ولم يستأذن أحدا بالانصراف! وعندما عاد زوجها إلى البيت ليقوم بمهمة الطبخ ومراقبة بنتيه الجميلتين، كان لا بد بعد أعوام أن تعوضه المصون.. فهذا لا يمانعه القانون..ولهذا دخلت سباق الرئاسة مع صاحب المقام في البيت الأبيض الذي هو أسود، ولم يهدأ لها بال حتى نالت شرف السيدة الأولى في الخارجية كما كان الحال سابقا، ولكن هذه المرة في الواجهة، والمشكلة أن زوجها الذي يعرف جيدا يكون قد شك في قدرتها... فقد قال بالحرف الواحد انتظروها حتى تقعد بمؤخرتها الكبيرة فوق الكرسي ثم نرى! وهكذا شهد شاهد من أهلها بأن لها مؤخرة ليس لمثلها أحد، فما علاقة هذا بالتصنيف الأمريكي الأخير لقائمة الدول والشعوب التي يجب فحصها بواسطة سكانير العري الأمريكي الصنع مصاحبا بإجراءات تحسيس أخرى مثل إلى الخلف ''در'' أو أحنوا الظهر لنرى ما في الدبر؟ أما الجنسيات المعنية بهذا الإجراء المخزي والمخدش للحياء المطبق في مطارات أمريكا وأوروبا ويتوسع تدريجيا الى أبعد من ذلك تحت عنوان الشفافية الدولية في التنقل، فهي عموما تنتمي لنفس الجهات التي خرج منها ابن خلدون، أي أنها في معظمها من جنس العرب والمسلمين الذي ينحدر منهم ما صار يعرف عندهم بالإرهابيين فهم متخلفون ويحسدون الغرب على هذا التفوق الذي حققه، ولهذا يريدون تحطيمه بالتفجير والتخريب.... ! ليس ثمة سبب آخر حسب رأيهم بالطبع.. يدعو إلى كراهيتهم، فأمريكا بدل أن تسأل نفسها لماذا لا تحب هي العرب وهي التي أخذت أموالهم وبترولهم وتنقب في بطونهم وتمسح على أجسادهم وأرجلهم وربما يأتي يوم لا يمكن لأي حاكم عربي أن يقترب من زوجته أو خليلته المصون إلا بإذنها، بدل أن تسأل أمريكا نفسها أقول، فإنها تسألنا لماذا نكرهها؟ والسؤال المطروح تحديدا ما هو الشيء الذي يجعل سلطات الأمن في المطارت الأمريكية تركز أكثر على المؤخرة وليس على المقدمة! الجواب الأول أن كل إناء يضخ بما فيه فالذي فيه زفت أو ماء كدر لا بد أن يقطر قطرانا وروائح تدوخ أنوفا حتى سكران دائخ في الأصل. الجواب الثاني ذاتي.. فما دام أن هيلاري كلينتون تملك مؤخرة كبيرة تسع كرسيا بحجم كتابة الدولة فهذا معناه أن المسؤوليات توزع حسب حجم المؤخرات! فالمسؤول الكبير له مؤخرة كبيرة، والعكس صحيح، فإن حالفه الحظ وأدخل المسؤولية، وحصل على منصب وكان على غير هذه الصفة الجسدية المطلوبة، لا بد من العمل لنفخه مثل كبش العيد. ولا يجب إنكار أن عددا من العريانين لهم أيضا مؤخرات كبيرة، إما لسبب وراثي وإما لخلل في النظام الغذائي.. وعموما فإن العرب، وخاصة الخليجيين يعانون كالأمريكيين من ظاهرة السمنة التي هي مرض حسب تصنيف الأمراض، تماما كالأمريكيين وحتى بعض الجزائريين ممن ''أكلوا'' الدنيا ولم يشبعوا منها فلا يزالون يتسابقون من أجل أن يحقق أبناؤهم على الأقل رقما في هذا المجال! وهذه النظرية الجديدة قد تجبرنا على تغيير النظرة إلى المقاييس التي تتحكم في صفة المسؤول عندنا الجسمانية وليس العقلية، لأن هذه الأخيرة مفروغ منها ينبغي أن يكون خاوي الراس كثير الانبطاح لا يعرف شيئا عن مراس الطباع فقد سمعنا مثلا بأنه لكي نعرف حجم ما أكل الواحد خلال توليه المسؤولية وما جمع، أن نقيس دائرة العنق بعد أن كبرت لدى البعض لحد تشبه رقاب الثيران قبل وبعد المنصب. إن التركيز على المقدمة (غير الخلدونية) يعني في لغة الشعوب التركيز على الرجولة والفحولة، وهذه الصفة هي أكثر الصفات التي تريد أمريكا وتعمل على محوها تدريجيا من مخيلة العرب وسلوكاتهم.. ولهذا نسمع أن الغرب قد يساوم بالمساعدات الشحيحة التي يقدمها مقارنة مع حجم السرقات التاريخية والآنية بالسماح للشواذ جنسيا بممارسة أفعالهم على الهواء مباشرة، وحتى تكوين تنظيم نقابي للدفاع عن حقوقهم. الشيطان الأكبر؟! منذ مدة، عرض الأمريكيون المهلوسون بالحفاظ على أمنهم وسلامتهم فكرة تمكين مصالحهم الأمنية من مراقبة نظام الاتصالات في عدد من الدول لعلها تستطلع أخبار الإرهابيين الذين يكنّون لها العداء.. بما فيها شركات الاتصال في الجزائر، رغم أن تاريخ الإرهاب عندنا أثبت أنه إرهاب دوار.. يمس الصغار، يستهدف فدية أو قطع دابر عابر سبيل ضل الطريق.. بدليل أن الإرهابيين عندنا لم يقتلوا أبدا أمريكيا واحدا إلى الآن... والمضحك في هذا الطلب أن الأمريكيين والأنجليز أنفسهم يتجسسون منذ سنوات عديدة على كافة المكالمات الصادرة في العالم بواسطة مراكز تصنت جد متقدمة، لا تفلت منها أية إشارة صادرة عن كمبيوتر أو محمول. وثمة من يجزم بأن الروس الذين اتهموا مؤخرا الأمريكيين بالتسبب في زلزال هايتي بعد تفجير قنبلة نووية، ويستعدون بفعل ذلك لزعزعة النظام الإيراني لا يقلون شأنا في ذلك، فالمحطة النووية ''مير'' المحالة على التقاعد (غير المسبق)، بإمكانها تسجيل ما يدور في غرف البنتاغون.. وليس غريبا أن ترصد صور الجنرالات هناك إن هم عروا مؤخرتهم! فهل معنى هذا أن الإجراء الأخير بالوقاية والأمن في المطارات مجرد ضربة بمهماز في حلقة طويلة تستهدف معرفة حتى ما في مصران ''العدو''، وأن كل ذلك يهدف إلى كشف عوراتكم كما فعل الشيطان الذي عرى آدم وحواء، كما يذكره القرآن.. ويفعلها الآن الشيطان أمريكا كما تسميها إيران!