الجرائد الوطنية (الجزائرية) على المستوى الإفريقي أحسن بكثير مما نتوقع، وهذا في قارة تميزها الحروب الأهلية والانقلابات والتزاعات الحدودية، وحتى المجاعة. فهناك أربع جرائد صنفت الأحسن من ضمن العشر جرائد الأولى وهذا حسب التصنيف الدولي للإعلام والصحافة. وهذا الرقم الذي اعتبر انتصارا للصحافة لا يشبهه إلا انتصار الجزائر على مصر أم درمان ومصر على الجزائر في أنغولا أفضل بكثير من تصنيف الكوراجية على المستوى الإفريقي. فضمن الفريق المثالي لدورة أنغولا الإفريقية لا يوجد إلا جزائري واحد مصنف كلاعب أساسي والثاني في كرسي الاحتياط، عكس مصر التى اختاروا منها خمسة (في عين الحساد). ومقارنة مع الجامعات، فإن ترتبت الصحف إفريقيا وعالميا يبدو أحسن، فضمن 900 جامعة على مستوى العالم لا توجد إلا جامعة واحدة تأتي في مؤخرة الترتيب تقريبا (جامعة تلمسان)، في حين أن ترتبت أول جريدة جزائرية يأتي في المرتبة ال200! ولكن الترتيب مع الشركات والبنوك قد يكون بالمستوى نفسه إفريقيا، وإن كانت أقل من سوناطراك التي تحتل المرتبة الأولى من حيث رقم الأعمال ومن حيث رقم الفساد أيضا! وعندما يضع الدليل الدولي للإعلام والصحافة جريدة عربية واحدة ضمن ثلاث جرائد تصدر بالفرنسية، باعتبارها الأحسن، فإن الغلبة العددية للجزائر المفرنسة لا تعني مطلقا هيمنة المقروئية بلغة فولتير على حساب لغة الجاحظ والمتنبي، فمجموع سحب الجرائد بالعربية، وليس مستوى التأثير، أكثر بكثير من الجرائد المفرنسة التي بقيت جرائد نخبة وأوساط البيروقراط وكبار الموظفين والإدارة، والمتعاملين في المجال الاقتصادي. فحتى وقت قريب لم تكن الجرائد بالعربية تعتبر كمصدر يشار إليه، وهو ما يعني أن كل محاولات ''حرب فرانسا'' المعششة في الإدارة تفكيك قنبلة التعريب كما زرعها بومدين ليست ناجحة بالكامل، حتى ولو أصرت على إبقاء الفرنسية كلغة خبز والعربية كلغة شعراء في كل وادٍ يهيمون مع فرضها في مجالات التعليم العالي والتكوين السبب نفسه الذي قدموه لنا منذ 40 عاما ومازالوا كالأغبياء يكررونه!