وجهت وزارة التربية الوطنية رسالة ثانية إلى الأسرة التربوية في أقل من 48 ساعة في محاولة منها لوقف الإضراب المقرر في القطاع ابتداء من نهار اليوم، حيث أكدت الوزارة على لسان أحد مستشاري الوزير أبوبكر بن بوزيد أن نتائج ملف المنح والتعويضات سيتم الإعلان عنها في غضون شهر، مضيفا أنه لا يوجد هناك أي داعٍ للإضراب. وقد كشف مستشار وزير التربية، أحمد تيسة، أن الفصل في ملف المنح والتعويضات سيتم في ظرف شهر، إذ إن اللجنة الحكومية المكلفة بدراسة هذا الملف الهام الذي يخص 500 ألف عامل في القطاع قطعت شوطا معتبرا في الدراسة الدقيقة للمقترحات التي تقدمت بها وزارة التربية والشركاء الاجتماعيون. وتطرق مستشار الوزير أمس عبر أمواج حصة ''ضيف التحرير'' للقناة الإذاعية الثالثة، مطولا إلى الأهمية التي يكتسيها ملف المنح والتعويضات الذي اعتبره ملفا مهما وحساسا للغاية، خاصة أنه يخص 500 ألف عامل وهو ما يجعل من عملية الفصل فيه غير سهلة وتتطلب منحها وقتا كافيا، مؤكدا أن نتائج أشغال اللجنة سيتم الإعلان عنها في ظرف شهر أي في منتصف شهر مارس المقبل قائلا: ''سيتم الفصل في الملف في ظرف شهر'' . واعترف المتحدث بشرعية مطالب الأسرة التربوية، إلا أن قلق النقابات وتسرعها في التهديد بشن إضراب غير مبرر بالنظر لكون اللجنة المشتركة المكلفة بملف التعويضات المتكونة من ممثلي وزارة المالية والوظيف العمومي ووزارة التربية أنهت قسطا كبيرا من العمل وستوشك على إعطاء النتائج النهائية قريبا وهو ما سيزيل جميع الغموض الذي يشهده هذا الملف وينهي غضب الأساتذة، علما حسبه أن الحكومة هي المخول لها الفصل في هذا الملف وليس وزارة التربية. كما دعا المتحدث الأساتذة والنقابات إلى الصبر وعدم التسرع، خاصة أن الأساتذة سيستفيدون من المخلفات المالية للمنح والتعويضات بأثر رجعي أي ابتداء من جانفي ,2008 وهو ما يعتبر مكسبا حقيقيا لموظفي قطاع التربية الذين استفادوا من زيادات معتبرة في الأجور في العشر سنوات الأخيرة، إذ تضاعفت أجورهم خلال هذه العشرية. كما أشار المسؤول ذاته إلى ملفي طب العمل والخدمات الاجتماعية اللذين قال إن الإشغال تتواصل بشأنهما في إطار اللجنتين المكلفتين بالملف. وجدد تيسة التأكيد على أن أبواب الوزارة كانت ولاتزال مفتوحة على الشركاء الاجتماعيين، مذكرا بدور النقابة في مساعدة جميع النقابات على أداء عملها. يذكر أن خرجة الوزارة هذه هي محاولة لتهدئة الأساتذة وعزوفهم عن الإضراب وتعد الثانية من نوعها وجهتها وزارة التربية للأسرة التربوية في أقل من 48 ساعة بعد الرسالة التي وجهها الوزير بن بوزيد السبت الماضي والتي لم تجد آذانا صاغية لدى الأساتذة بالنظر إلى حالة الاحتقان والغضب التي تعيشها الأسرة التربوية.