تتواصل تداعيات ما يعرف بقضية مسابقة الماجستير، التي نظمت منذ بداية الموسم الجامعي الجاري بقسم العلوم السياسية بجامعة وهران، في إفراز حالات احتقان شديدة اتسعت رقعتها وسط العديد من الطلبة الذين سبق لهم المشاركة خاصة بعدما أعلنت إدارة القسم المذكور قائمة الناجحين فيها. أمين قنفود وتبين وجود طالبين في تخصص علم الاجتماع تمكنا من اجتياز عقبة المسابقة رفقة شخصيات من الوزن الثقيل، وهو الأمر الذي آثار حفيظة عدة مشاركين بهذه المسابقة الذين طالبوا الوزارة الوصية بإيفاد لجنة تحقيق وزارية للكشف عن حقيقة الناجحين وتقديم المتورطين إلى العدالة وإنصاف الطلبة الممتحنين من خلال نشر علاماتهم، فيما تستمر حالة الغليان في أروقة قسم العلوم السياسية بجامعة وهران منذ إعلان هذا الأخير عن النتائج الأولية لقائمة الناجحين في مسابقة الماجستير التي أجريت في أعقاب الدخول الجامعي الجديد. ولم يهضم عدد كبير من الطلبة رؤية طالبين خارج التخصص وعدة شخصيات من الوزن الثقيل في قائمة الناجحين التي تم الإعلان عنها منذ مدة. كما تبين لبعض المشاركين الذين لم يتمكنوا من اجتياز عقبة المسابقة بقسم العلوم السياسية تشكيكهم الذي يصرون على تسويقه إلى أعلى المستويات في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعدما ظهرت أسماء بعض الشخصيات الفائزة، وكذا الطالبين اللذين وصفهما البيان، تلقت البلاد نسخة منه، من ذوي القربى والنفوذ والمال. كما أكد البيان ذاته أن قوائم الناجحين في المسابقة حاول بعض رؤساء والأقسام التستر عليها خوفا مما قد تسفر عنه من غضب وسخط لدى الطلبة، خاصة بعد سلسلة المهازل والفضائح التي طالت بعض الكليات والجامعات والأقسام بجامعة السانيا بوهران وجامعة محمد بوضياف إيسطو. وقد اعتبر البيان أن إنجاح الشخصيات وذوي النفوذ في المسابقة المذكورة هي نوع من المحاباة، يكون هؤلاء قد استفادوا منها من قبل المشرفين على هذا المشروع الذي نظم بداية الموسم الدراسي الجديد. وبالرغم من مراسلات نائب عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية، المكلف بالدراسات ما بعد التدرج للوزارة الوصية، ورفضه اشتراك طلبة علم الاجتماع في المسابقة التي كانت مقررة فقط للطلبة المتخرجين من قسم العلوم السياسية، فقد ضرب صاحب هذا المشروع بكل القوانين عرض الحائط وأصرّ حسب البيان على ضرورة إشراك طلبة علم الاجتماع، وهدد بإلغاء المشروع في حالة عدم الاستجابة لمطلبه من الكلية كونه بعيدا كل البعد عن التخصص لتتأكد نواياه في نهاية المطاف من إدراج أسماء التي من خلالها بني مشروع الماجستير. وهو الأمر الذي يجعل اتهامات المشككين في نزاهة مسابقة الماجستير في العلوم السياسية بجامعة وهران تسيّر رسميا في اتجاه معاكس. وقد ربطت مجموعة الطلبة الممتحنين في مسابقة الماجستير علوم سياسية ما حصل في كلية الحقوق بما أعلنته إدارة هذه الأخير من أسماء الناجحين كان بينهم رؤساء المجالس القضائية ورؤساء الغرف بالمحاكم على المستوى الجهوي، وبعض أقارب أساتذة بكلية الحقوق من ذوي النفوذ والمال. يجري هذا في ظل صمت وتواطؤ المسؤولين إلى غاية ما ستسفر عنه نتائج مسابقة الماجستير تخصص بنوك، والتي أعيد إجراء امتحاناتها بعد الفضيحة التي هزت الكلية• وقد عبر العديد من الأساتذة بالكلية عن رفضهم وتذمّرهم مما أسفرت عنه نتائج مختلف مسابقة الماجستير بكلية الحقوق والتي كانوا يفضلون فيها رؤية طلبة شباب ذوي كفاءة على هؤلاء الذين هم يحضّرون لتقاعدهم من سلك القضاء.