في بلد تساوى فيه حاكموه مع ''محموميه'' في نوبات اللوثات العقلية التي لم تعد حكرا على بسطاء ومعدمي القوم، في هذا البلد الذي أقر رسميوه بأن المجانين يمكنهم أن يغتالوا حتى المدير العام للأمن الوطني، فككت يوم أمس مصالح الأمن بولاية عين الدفلى لغما بشريا مدججا بأعتى السكاكين كان قد اعترض طريق قطار سريع يربط بين وهرانوالجزائر.. كلنا في ''الجنون'' جزائر مشرعة على المجهول، وكلنا ولا نستثني فيها بن بوزيد ولا ولد عباس ولا حتى بركات ''فرانتز فانون'' مشاريع طازجة ل''مهابيل'' قيد الفحص الطبي. فقديما قالت الجدات إن بين العقل والجنون شعرة هي المكمن الذي فهمه معاوية بن أبي سفيان بعدما وصل إلى قناعة بأن السلطة عبارة عن شعرة يرخيها ويشدها حماية لعقله وعقول محكوميه من القطع. ليأتي على معاوية بن أبي سفيان وعلينا زمن تفقد فيه الشعرة مكانتها كمعيار لمن جُنّ ولمن لايزال متحكما في عقله وفي ''صلع'' رأسه... الزمن الذي يتحول فيه وزير صحة إلى ''دلاّل'' في سوق لقاح شعبية لكي يروّج لمخزون ثقة مفقود بين الوزير والغفير، والزمن الذي ينتهي فيه وزير تربية إلى جدار إسمنتي لأنه أفصح ففضح مرتبات قطاعه، فكان في كرمه ''هرمه'' وهرم كرسيه، والزمن الذي يكون فيه سيف ولد عباس مع أطباء مصر ورقصه مع أطباء الجزائر، هذا الزمن لا غرابة إن اهتدى فيه شاب إلى إشهار خنجر في وجه قطار سريع، في اعتراف عقلي منه بأنه لا ''شعرة'' أصبحت تبين من منّا المجنون ومن منّا العاقل أو وزير زمانه..