اندهش الفلاحون هذه الأيام لعودة ظهور مرض ''الميلديو'' بمزارع البطاطا ببعض نواحي ولاية عين الدفلى جراء التقلبات الجوية التي تطبع مناخ الولاية، لتعود إلى الأذهان الخسائر الكبيرة التي نجمت عنه السنة الماضية وتحوّل المرض إلى هاجس يؤرق الفلاحين ومسؤولي المصالح الفلاحية في وقت كان الجميع يتوقع وفرة في الإنتاج بحوالي 5,2 مليون قنطارا سنويا وفقا لمسؤولين تنفيديين في قطاع الفلاحة، وبالتالي انخفاضا في مستوى الأسعار، وهو ما لمسته-''البلاد'' بالفعل نهاية الأسبوع، إذ تراجعت أسعار التجزئة إلى أقل من40ئ دج للكلغ، وتفيد المحطة الجهوية لوقاية النباتات، بأنها اكتشفت ظهور أولى أعراض هذا المرض بمزارعئالعبادية، أعريب، مخاطرية وحتى عاصمة الولاية، التي تبدأ بتشكيل بقع زيتية في أوراق البطاطا، تحجب عنها الضوء، وبالتالي تمنع عملية التمثيل الضوئي اللازمة لعملية النمو الطبيعي، وقد مس هذا المرض مزارع المنطقتين على مستوى 40 و50 هكتارا على التوالي، -غير أن تشاؤم خبراء المحطة، كان محدودا وأكدوا أن المرض لم يصل إلى الخطورة المتوقعة، حيث يمكن تدارك الأمر عن طريق إجراء عملية رش المنتوج بمبيد مخترق للنبتة لتوقيف المرض قبل استفحاله ومراقبة باقي الإنتاج بالحقل غير المتأثر بالمرض- وحذرت المحطة الجهوية لحماية النباتات، الفلاحين من هذا الوباء الفتاك ''الميلديو''، الذي بدأت أولى أعراضه تظهر ببعض مزارع الولاية، والتي سجلت في باكورة إنتاج البطاطا بالبلديات المذكورة آنفا، التي قد تسبب خسائر في المنتج إذا لم يعالج في الحين، ويتم عزل النبتة التي مسها هذا المرض الذي ساعدت على انتشاره العوامل المناخية الحالية والمتميزة بالرطوبة وكذا الحرارة. كما ردت المحطة عودة المرض إلى غياب المعالجة الوقائية المبكرة، حيث أوضح مصدر من المحطة أن 80 بالمئة من منتجي البطاطا لم يجروا أي عملية معالجة و15 % منهم أجروا عملية وقائية واحدة، فيما لم تزد نسبة الفلاحين الذين أجروا أكثر من عمليتين وقائيتين عن 5 بالمائة. ويتخوف الفلاحون هذه الأيام من معاودة ظهور شبح المرض الذي زحف على منتجاتهم في العام الماضي، خصوصا وأن نفس العوامل المناخية متوفرة هذه الأيام. وإذا لم تتدارك الجهات المعنية الأمر في القريب العاجل، فإن المرض الخطير سيأخذ في الانتشار، في غياب وسائل وقاية ناجعة لدى الفلاحين الصغار، ومن غير المستبعد أن يشمل مزروعات البيوت البلاستيكية المبكرة كالطماطم وغيرها، وهو ما سيكون له وقع كبير على أسعار هذه المنتجات في السوق الوطنية. وأعادت أعراض المرض الفلاحين الأضرار المسجلة السنة الماضية إلى الواجهة، حيث سجلت ولايةئعين الدفلى خسائر معتبرة في إنتاج مادة البطاطا بنسبة فاقت 40 بالمئة، إذ قدرت المساحة الإجمالية المتضررة من مرض ''الميلديو'' 700 هكتار من جملة 2200 هكتار مزروعة.